مثل الشرك بالله
{أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا }
شبه الله تعالى أكثر الناس بالأنعام ؛ والجامع بين النوعين التساوي في عدم قبول الهدى والانقياد له ، وجعل الأكثرين أضل سبيلا من الأنعام ؛ لأن البهيمة يهديها سائقها فتهتدي ، وتتبع الطريق فلا تحيد عنها يمينا ولا شمالا ، والأكثرون يدعونهم الرسل ويهدونهم السبيل فلا يستجيبون ولا يهتدون ولا يفرقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم ، والأنعام تفرق بين ما يضرها من النبات و الطريق فتجتنبه وما ينفعها فتؤثره ، والله تعالى لم يخلق للأنعام قلوبا تعقل بها ولا ألسنة تنطق بها ،و أعطى ذلك لهؤلاء ثم لم ينتفعوا بما جعل لهم من العقول والقلوب والألسنة والأسماع والأبصار فهم أضل من البهائم ؛ فإن من لا يهتدي إلى الرشد وإلى الطريق مع الدليل له أضل وأسوأ حالا ممن لا يهتدي حيث لا دليل معه.
طباعة
ارسال