أقدِّمُ هذه الطريقة إلى من يرغب في أن يُحَفِّظ أولاده القرآن بطريقة نافعة مُجْدِية بإذن الله تعالى... وإلى الأم التي يقلقها أن أولادها لا يحفظون القرآن... فقد جَرّبها كثيرون، واستفادوا منها في غير الحفظ كتحسين خطوط أولادهم.
1-اشترِ سُبورةَ حائط بيضاء من النوع الحديث الجيد، مع مجموعة أقلام ملوَّنة.
2- ثبِّتِ السبورة في غرفة أولادك، أو في صالون البيت على الجدار، ليَروْها في جميع تحركاتهم.
3- اكتب لهم- بخط جيد- السورةَ التي ترغب في أن يحفظوها باللون الأسود، واضْبطِ الحركات باللون الأحمر، وزَيِّن فواصِلَ الآيات باللون الأخضر، ولا تنسَ في أعلى السبورة- على اليمين- اليوم والتاريخ، فإذا كنتَ لا تُجيدُ الخط فبالإمكان الاستعانة بمن يُجيدُه.
4- كَلِّفْ أولادك بكتابتها في دفاترهم، وحاسبْهم على أخطاء الخط والتشكيل، وحَذِّرْهم من أن يمسح أحدهم السبورة إلا بعد الانتهاء منها.
5- اطلب منهم حفظها خلال اليوم على مبدأ المسابقة وإثارة الهمم.
6- في اليوم الثاني اكتب لهم سورة أخرى بعد التأكد من حفظهم الجيّد للأولى، وهكذا كل يوم يأخذون درساً جديداً، وهم مبتهجون مسرورون، متسابقون.
7- لا بأس أن تسمح لأولادك- بعد حفظهم للدرس الأول- أن يجرِّبوا خطوطهم في الكتابة على السبورة، فإنهم يفرحون بذلك كثيراً، وسيحاولون أن يقلدوا الخط الجيد، وبالتالي ستتحسن خطوطهم.
8- قد يقول أحد الآباء: هذه الطريقة تحتاج من الأب أن يجلس في البيت ويعطِّل أعماله اليومية، ويتفرغ تفرغاً كاملاً لأولاده على حساب عمله.
أقول: لا تتوهَّمْ؛ فهذه الطريقة بعد أن تقتنعَ بها، وتجعلَها من أولويات اهتماماتك- وحُقَّ لها ذلك- وتدرجَها في جدول أعمالك اليومية ستلاحظ أنها لن تأخذ منك أكثر من رُبُع ساعة في الكتابة الأولى، ونصف ساعة لأجل تصحيح الأخطاء، والتسميع للأولاد.
وأرجوك- أيها الأب الكريم- أن تخبرني بصراحة، كم من الأوقات تضيع منك سُدَىً وأنت جالس أمام التلفاز تتابع البرامج اليومية التي أكثرها لا سمن ولا يغني من جوع...؟ بل أخبرني كم من الأوقات يقضيها بعض الآباء، فاتحين عيونهم أمام المسلسلات الفاضحات؛ والتمثيليات المخجلات، حابسين أنفاسهم لمشاهدة موقف من مواقف التمثيلية...؟ أليس من المؤسف المخْجِل أن يتكئ الأب وبجانبه زوجته وأولاده وبناته لمشاهدة أدق وأفظع في الفيلم، ولا يبالون بالأوقات، ولو مرّت الساعة والساعات، ثم بعد ذلك كله يأتيك الأب فيشكو إليك ضعف أولاده في الدراسة، أو أنهم لا رغبة لهم في حفظ القرآن الكريم...!!!
9- وبالإمكان أن تقوم الأم بهذه المهمة بدل الأب، فهي مهمةُ سهلةٌ جداً، فبدلاً من أن تقضي وقتها في الكلام مع الصديقات على الهاتف، أو متابعة تفاهات التلفاز والتمثيليات، عليها أن تهتم بتربية هذا النشء الذي تنال به العزَّ في الدنيا، والأجر العظيم فير الآخرة.
10- بالإمكان أن يقوم بهذه المهمة الأخ الأكبر للأولاد.
11-ولا شك أن هذه الطريقة تقوِّي مَلَكَةَ الإملاء والخط وقواعد رسم القرآن لدى الأولاد.
وإنني أعرف أحد الآباء المربين قد فعل ذلك فأصبح جميع أولاده خطاطين من المستوى الرفيع.
ملاحظة: هناك مقاعدُ ملحق بها منضدة للأطفال الصغار، وقد صنعت المنضدة من النوع الذي يصلح أن يكون كالسبورة، وبإمكان الطفل أن يكتب عليها ما شاء بسهولة، ويتدرب على الكتابة، بأقلام خاصة لا تلوثه ولا تؤذيه.
* المصدر:
كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني.
طباعة
ارسال