كثير من الإخوة أصحابِ الأعمال الكثيرة يرغبون في حفظ القرآن، ويقولون: ليس لدينا وقت، ولما رأيتُ صِدْقَهم، ورأيتُ أنهم يقضون كثيراً من الأوقات في سياراتهم أحببْتُ أن ألفِتَ أنظارهم إلى هذه الطريقة:
1-صوِّرْ من المصحف الصفحة التي تريد أن تحفظها.
2- عَلِّقْها أمامك في سيارتك في مكان لا يُعيقك عن القيادة.
3- إذا ركبت في سيارتك صباحاً فاقرأ الآية الأولى، وكرِّرَها بينما يسخن محرك السيارة.
4- فإذا انطلقتَ- على بركة الله- فكرِّرِ الذي قرأته غيباً.
5- فإذا وقفتَ عند إشارة المرور فاقرأ الآية التي بعدها نظراً، ثم إذا انطلقت فاقرأ غيباً، وهكذا...
ملاحظة: أ- احذرْ من عدم الاهتمام بالصفحة التي تحفظ منها، فلا تهملْها حتى تتمزَّقَ، ويُنصَحُ أن تجعلَها في مُغلَّف (بلاستيكي) فإذا انتهيت من حفظها فاحفظها في مِلَفٍّ خاصٍّ في البيت لعلَّك تعود إليها مرة ثانية.
ملاحظة: ب- حذارِ من النظر في الورقة كثيراً أثناء مسيرك حتى لا تصاب بحادث لا تُحمدُ عُقْباه فلا تنظرْ إليها إلا في أوقات التوقف والانتظار.
وقد قام بعض الأخوة بتجربة جيّدة، وهي أنه قام بتجليد صفحات القرآن الكريم بجلدٍ أبيض شفاف على الآلة الكهربائية الخاصة بتجليد البطاقات، بعد أن فصل كل ورقة عن أختها، واختار من المصاحف حجم الجيب، فأصبحت كل ورقة من أوراق المصحف تحتوي على صفحتين، وهي متينة قويّة كأنها بطاقة، لا تتأثر بكثرة الاستعمال، ولا يضرُّها الماء، واتَّخذَ لهذه البطاقات علبة مناسبة جيدة يحفظها بها كمحفظة أشرطة الكاسيت.
وبإمكان الإنسان أن يحملَ مجموعةً منها في جيبه، ويستفيدَ منها في سيارته بوضعها أمامه واختلاسِ النظر إليه بين الفتنة والأخرى.
وقد يَسُدُّ مَسَدَّ الورقةِ مصحفُ الجيب، أو المصحفُ المجزَّأ. وتصلح هذه الطريقة في حفظ ومراجعة المتون العلمية، على أن يأخذ التكرار والإعادة القِسْطَ الأوفى؛ لأنه لا يحتاج إلى انشغال النظر.وقد حفظ بهذه الطريقة بعض المشايخ، ولكن بدل السيارة الدراجة أو الدابّة، كما حدثني بذلك شيخنا الشيخ عبد الفتاح المرصفي-رحمه الله عليه- أنه كان يحفظ متن (الطيِّبة) في القراءات العشر على ظهر الدابة، وقد جرَّبْتُ ذلك في حفظ (ألفية ابن مالك) على الدرَّاجة أثناء تنقلي بين أشجار بساتين الغوطة الشرقية، فرأيتها طريقة نافعة جداً كما لا يخفى أن دور السماع من آلة التسجيل التي في السيارة له أثرٌ كبير، إذْ أن ذلك لا يَشْغَلُ البصرَ، إنما يبقى اللسان يُرَدِّدُ مع القارئ، وهي طريقة مفيدة وخاصة للأولاد الذين يحفظونه بالتلْقين، وسأزيد هذه الناحية توضيحاً فيما بعد.
* المصدر:
كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني.
طباعة
ارسال