لأبي جعفر راويان هما ابن وردان وابن جماز والخلاف بينهما يسير لذا عزونا لقراءة الإمام، وبيَّنَّا ما اختلف فيه الراويان.
1-قرأ أبو جعفر بضم ميم الجمع وصلتها بواو إذا وقعت قبل محرك نحو ﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ وذلك في الوصل، فإن وقف أسكن الميم.
2- أدغم النون الأولى في الثانية من ﴿تأمنا﴾ بيوسف (11) إدغاماً تاماً بلا روم ولا إشارة.
3- قرأ بقصر المنفصل مع فويق القصر في المتصل (طريق التحبير) وله أيضاً توسط المتصل، ولكن الأول هو المقدم في الأداء (شرح الدرة للسمانودى ص13 طبعة الأزهر). ونأخذ له بالقصر في(عين) من فاتحتي مريم والشورى لأنه طريق الرواية من التحبير (النشر جـ2 ص348).
4- قرأ بقصر الهاء من ﴿فيهِ مهاناً﴾ بالفرقان (69) وأسكن الهاء من ﴿يؤدهْ إليك﴾ معاً في آل عمران (75) و﴿نؤتهْ منه﴾ (آل عمران 145، والشورى 20 و﴿نولهْ ونصلهْ﴾ بالنساء (115). وكسر الهاء من ﴿وما أنسانيهِ إلا﴾ بالكهف (63). و﴿عليهِ الله﴾ بالفتح (10). وروى ابن وردان ﴿يتقهْ﴾ بالنور (52) بإسكان الهاء ورواها ابن جماز بالصلة بالياء. وروى ابن وردان ﴿أرجِهِ﴾ بالأعراف (111) والشعراء (36) بقصر الهاء وكسرها، ورواها ابن جماز بالصلة بالياء. وقصر ابن وردان وحده الهاء من ﴿ترزقانِهِ﴾ بيوسف (37) وأشبعها ابن جماز، وسكن ابن جماز الهاء من ﴿يرضه لكم﴾ بالزمر (7) ومدها ابن وردان.
5- سهل أبو جعفر الهمزة الثانية من كل همزتي قطع التقتا في كلمة واحدة وأدخل ألفاً بين الهمزتين، مثل قالون نحو ﴿ءأنذرهم، ءأنكم، ءأنزل﴾ وقرأ بتسهيل الهمزة الثانية من ﴿لأئمة﴾ مع إدخال ألف قبلها، وقرأ ما تكرر فيه الاستفهام نحو ﴿ءإذا كنا.....ءإنا﴾ بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني ﴿إذا كنا.. ءإنا﴾ مع مراعاة افدخال وتسهيل الثانية من ﴿ءإنا﴾ حسب أصله، وقرأ بعكس ذلك في موضع الواقعة والموضع الأول من الصافات أي بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني.
6- قرأ أبو جعفر في ﴿إنك لأنت﴾ بيوسف (90) بهمزة واحدة على الإخبار، وقرأ بالاستفهام وتسهيل الهمزة التي تلي همزة الاستفهام في ﴿ءأمنتم﴾ بالأعراف (123) والشعراء (49) وطه (71) و﴿ءألهتنا﴾ بالزخرف (58) بلا إدخال ألف قبلها. وقرأ ﴿ءأشهدوا﴾ بالزخرف (19) بهمزة مسهلة مضمومة بعد الاستفهام مع إدخال ألف الفصل قبل الهمزة المسهلة وإسكان الشين بعدها، وقرأ بالاستفهام في ﴿ءأن كان﴾ بالقلم (آية 14)، و﴿ءأذهبتم﴾ بالأحقاف (آية 20) حسب أصله من التسهيل والإدخال وله في ﴿آلسحر﴾ بيونس (81) وجهان مثل وجهي أبي عمرو، الإبدال مع المد المشبع مثل ﴿آلذكرين﴾ وله تسهيل الهمزة الثانية بلا إدخال بين الاستفهام والهمزة التالية ﴿ءاْلسحر﴾.
7- سهل أبو جعفر الهمزة الثانية من كل همزتين التقتا في الخط من كلمتين نحو ﴿شاءَ أو، السماءِ إلى، أولياءُ أولئك، وزكرياءَ إذ، جاءَ أُمة﴾ وليس له الإبدال إلا في صورتين: (1) عند ضم الأولى وفتح الثانية نحو ﴿السفهاء ألا- السفهاء ولا﴾ فتبدل واواً. (2) وكذا عند كسر الأولى وفتح الثانية ﴿خطبة النساءِ أو- النساء يو﴾ فتبدل الثانية ياء خالصة وله وجهان في الهمزة المكسورة بعد المضمومة نحو ﴿يشاءُ إلى﴾ الإبدال أو التسهيل إلا أن الإبدال أقوى لأنه مذهب قدماء الأئمة ومنهم أبو جعفر.
8- أبدل أبو جعفر كل همزة ساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها واستثنى مواضع: ﴿أنبئهم﴾ بالبقرة (33) و﴿نبئهم﴾ بالحجر (51) والقمر (28)، وظاهر التحبير الإبدال من الروايتين في ﴿نبئنا بتأويله﴾ بيوسف ()36
، غير أن المقدم في الداء الإبدال فيه لابن وردان والتحقيق لابن جماز لن التحقيق هو طريق ابن سوار في المستنير وهو طريق التحبير كما في النشر (جـ1 ص390).
وقرأ أبو جعفر بالإبدال والإدغام في ﴿رئيا﴾ بمريم (74) و﴿رؤيا، الرؤيا﴾ حيث وقعا ﴿ريّا، رُيّاى، رُيّاك﴾ كما أبدل الهمز المفتوح المسبوق بضم، واواً نحو ﴿مُوَجلا/مُوَذن﴾ مثل ورش واستثنى ما كان فيه الهمز عين الكلمة نحو ﴿فُؤَدك، الفُؤَاد﴾ فلم يبدله. واستثنى ابن وردان ﴿يُؤيد﴾ بآل عمران (12) وأبدله ابن جماز وحده. وأبدل أبو جعفر من الروايتين همزة ﴿سأل﴾ بالمعارج (1) ألفاً وكذا ﴿منسأته﴾ في سبأ (14).
وأبدل أبو جعفر همز الكلمات الآتية ياء: ﴿ليبطِئَن/ لنبؤنَّهم/قُرِئَ/مُلِئَتْ/استهزِئَ/ناشئِة/رثِاءَ/خاسِئَك﴾ واختلف عنه في ﴿موطئا﴾ بالتوبة (120) وأطلق له الخلاف في التحبير، لكن الراجح التحقيق عنه من الروايتين لأن الإبدال عن ابن وردان طريق أبي العلاء والهُذَلي وليسا في سند التحبير، كما أن ابن سوار في المستنير لم يذكر عن ابن جماز إبدالاً، كما يتضح من النشر (جـ(1) ص396).
واختلف عن أبي جعفر أيضاً في إبدال ﴿خاطئة، الخاطئة،فئة، مائة،فئتين، مائتين، فئتان، مئتان﴾ والأوْلى التحقيق من طريق الشطوي وهو طريق التحبير عن ابنوردان (النشر جـ1. ص396) ولا خلاف من طريق التحبير في إبدالها عن ابن جماز. وحذف أبو جعفر الهمز إذا كان بعد كسر وتبعه واو نحو مستهزؤن ﴿مستهزون﴾ مع ضم ما قبله.
واختلف عن وردان في حذف همزة ﴿المنشئون﴾ مع ضم ما قبله بالواقعة (72) والراجح فيه الحذف مثل ابن جماز من طريق التحبير (النشر جـ1 ص397) لأن الهمز فيه ليس طريق الشطوي.
ولا خلاف عن أبي جعفر في حذف الهمز من ﴿متكأ﴾ ﴿متكئين- الخاطئين- خاطئين- المستهزئين- الصابئين﴾ مع كسر ما قبله و﴿الصابئون﴾ مع ضم ما قبله و﴿يطؤن- تطئوها- تطئوهم﴾ مع إسكان الواو بعده وأبدل أبو جعفر همزة ﴿جزء- جزءا- كهيئة- النسئ﴾ حرفاً من جنس الحرف الذي قبل الهمز وأدغمه فيه فيقؤها ﴿جزٌّ- جزّاً- كَهَّية- النَسِىُّ﴾. وسهل الهمزة التي بعد الراء من ﴿أرأيت﴾ وبابه حيث أتى، وهمزة ﴿كآئن﴾ مع المد والقصر والمد أرجح، وسهل والهمزة الثانية من ﴿إسرائيل﴾ حيث جاء مع المد والقصر والمد أرجح، وهمزة ﴿هـأنتم﴾ حيث وقع مع المد والقصر، وحذف ياء ﴿اللائى﴾ وصلاً ثم سهل الهمزة ﴿اللاءْ﴾ وله في الوقف عليه إبدال الهمز ياء ساكنة مع المد المشبع قبله ﴿اللاىْ﴾ أو تسهيل الهمز مع الروم والقصر. وقرأ ﴿هزؤا﴾ حيث جاء و﴿كفؤا﴾ بالإخلاص بهمزة مفتوحة. وزاد همزة في ﴿ربأت﴾ بالحج (5) وفصلت (39). وحذف الهمز من ﴿يضاهؤن﴾ بالتوبة وضم الهاء (30). غير أن المحقق في النشر قد ذكر التحقيق في ﴿كهيئة﴾ في آل عمران والمائدة عن ابن سوار فيكون ذلك هو الراجح في الداء لابن جماز والله أعلم (النشر جـ1 ص 405، فريدة الدهر جـ1 ص407)
9- قرأ أبو جعفر ﴿من أجل ذلك﴾ بالمائدة (32) بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون قبلها﴿مِنِ جْل﴾ وقرأ ﴿ردَا﴾ بالقصص (34) بالنقل مع إبدال التنوين ألفاً وصلاً ووقفاً. كما نقل حركة الهمز إلى اللام قبلها من ﴿عاد الأولى﴾ بالنجم (50) مع إدغام التنوين في اللام ﴿عادَا الاّولى﴾ وله في البدء بالأولى أوجه ثلاثة ﴿لولى- ألولى- الأولى﴾ وأحسنها الرد إلى الأصل ﴿الأولى﴾.
وقد ذكر الخلاف في الدرة في النقل في موضع ﴿ملء الأرض﴾ بآل عمران (91) ولم يذكره في التحبير، لأن الصحيح عن ابن وردان من طريق التحبير عدم النقل (النشر جـ1 ص414 ) فالنقل فيه عن النهرواني وأبي العلاء وغيرهما وليس هؤلاء من طرق التحبير، ولابن وردان النقل في ﴿آلْـن﴾ موضعي يونس (51، 91) وهو المسبوق بالاستفهام وله المد الطويل والقصر في حالة الإبدال. وليس له على وجه التسهيل للهمزة سوى القصر مثل قالون. وله النقل في ﴿لْأَن﴾ حيث وقع مع القصر، وهو الذي لم يبتدئ بالاستفهام مثل ﴿اْلأن خفف الله عنكم﴾.
10- قرأ أبو جعفر بالسكت على أحرف الهجاء الواقعة في أوائل السور جميعاً مثل: ﴿اآـم- حم~- طسم﴾ ولم يسكت على سكتات حفص الأربع. ولا بد من إظهار النون في ﴿طسم﴾ بالشعراء والقصص لنه يسكت على نون (سين) فيهما.
11- أدغم أبو جعفر الذال في التاء من ﴿أخذتم﴾ وباب (الاتخاذ كله) والذال من ﴿عذت﴾ حيث وقعت والثاء من ﴿لبثتّ، لبثتّم﴾ في التاء بعدها حيث وقعت. وأظهر الثاء من ﴿يلهث ذلك﴾ (الأعراف 176) والباء من ﴿اركب معنا﴾ (هود 42).
12- ليس له في القرآن العظيم إمالة وقرأ ﴿مجرها﴾ بهود (41) بضم الميم وفتح الراء وألف بعدها.
13- أخفى أبو جعفر النون الساكنة أو التنوين عند حرفي الخاء والغين مثل ﴿من خير- من غِلّ﴾. إلا أنه استثنى ﴿إن يكن غنيا﴾ بالنساء (135) و﴿المنخنقة﴾ بالمائدة (3) و﴿فسينغضون﴾ بالإسراء (51) هذا هو ظاهر التحبير والدرة، ولكنْ ذكر المحقق في النشر أن ابن سوار روى الإخفاء في ﴿المنخنقة﴾ خاصة والإظهار في موضعي النساء والإسراء فيكون ذلك هو الراجح في رواية ابن جماز لأن طريقه في التحبير عن ابن سوار (النشر جـ2 ص22، فريدة الدهر جـ1 ص470).
14- وقف أبو جعفر على ﴿يا أبت﴾ بالهاء. ووصلها بما بعدها بتاء مفتوحة حيث وقعت.
15- فتح أبو جعفر ياء المتكلم الواقعة قبل همز قطع واستثنى من المضمومة ﴿بعهدى﴾ (البقرة40) و﴿آتونى أفرغ﴾ (الكهف 96) واستثنى من المكسورة ﴿أنظرنى إلى﴾ (بالأعراف 14) الحجر (36) ص (79) و﴿يصدقنى إنى﴾ (القصص 34) و﴿يدعوننى إليه﴾ بيوسف (33) و﴿تدعوننى إلى﴾ بغافر (41) و﴿تدعوننى إليه﴾ بغافر (43) و﴿ذريتى إنى﴾ (الأحقاف 15) و﴿أخرتنى إلى﴾ بالنافقون (10) واستثنى من المفتوحة ﴿فاذكرونى أذكركم﴾ بالبقرة (152) ﴿أرنى أنظر﴾ بالأعراف (143) ﴿ترحمنى أكن﴾ بهود (47) ﴿فاتبعنى أهدك﴾ بمريم (43) ﴿تفتنى ألا﴾ بالتوبة (49) ﴿ادعونى أستجب﴾ بغافر (60) ﴿ذرونى أقتل﴾ بغافر (26) ﴿أوزعنى أن﴾ بالنمل (19) والأحقاف (15). كما فتح ياء المتكلم من ﴿عهدىَ الظالمين﴾ بالبقرة (124) ﴿لنفسىَ اذهب، ذكرىَ اذهبا﴾ (طه (41، 42) و﴿قومىَ اتخذوا﴾ بالفرقان (30) ﴿من بعدىَ اسمه﴾ بالصف (6) ﴿ومماتىَ لله﴾ بالأنعام (162) وسكن ﴿معى﴾ الواقعة قبل غير الهمز نحو ﴿ومن معى من المؤمنين﴾ ومواضعها بالعراف (105) والتوبة (83) والكهف (67، 72، 75) والنبياء (24) والشعراء (62، 118) والقصص (34) تسعة مواضع وسكن ﴿مالى لا أرى﴾ بالنمل (20) ﴿وما كان لى﴾ بإبراهيم (22) وص (69) ﴿ومحياى﴾ بالأنعام (62) و﴿بيتى مؤمنا﴾ بنوح (28) ﴿ولى فيها﴾ في طه (18) ﴿ولى نعجة﴾ في ص(23) ﴿ولى دين﴾ بالكافرون (6).
16- وقرأ ﴿إن يردنى الرحمن﴾ في يس (22) بياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف. وأثبت الياء مفتوحة وصلاً وساكنة وقفاً أيضاً في ﴿ألا تتبعنىَ أفعصيت﴾ في طه (93) وقرأ ﴿يا عبادى لا خوف﴾ بالزخرف (68) بياء ساكنة وصلاً ووقفاً. وقرأ ﴿فما ءآتان﴾ بالنمل (36) بياء مفتوحة وصلاً وحذفها وقفاً.
17- أثبت الياء وصلاً وحذفها وقفاً من ﴿الداعى إذا دعانى﴾ بالبقرة (186) ﴿واتقون يا أولى﴾ بالبقرة (197) ﴿واتبعنى وقل﴾، ﴿وخافونى إن﴾ بآل عمران (20، 175) ﴿واخشون﴾ بالمائدة (44) ﴿وقد هدان﴾ بالأنعام (80) ﴿ثم كيدونى فلا﴾ بالأعراف (195) ﴿فلا تسألنى﴾ ﴿ولا تُخزونى﴾ و﴿يوم يأت﴾ (هود 46، 78، 105) و﴿حتى تؤتون﴾ بيوسف (66) ﴿بما أشركتمون﴾ ﴿وتقبل دعائي﴾ بإبراهيم (22، 40)﴿لئن أخَّرْتن/ فهو المهتد﴾ بالإسراء (62، 97) ﴿فهو المهتد/أن يهدين/ما كنا نبغ/أن تعلمن﴾ بالكهف (17،24، 39،40، 64، 67) ﴿الباد﴾ بالحج (25) ﴿أتمدونن بمال﴾ بالنمل (36) و﴿اتبعون أهدكم﴾ بغافر (38) و﴿الجوار﴾ بالشورى (32) ﴿واتبعونى هذا﴾ بالزخروف (61) و﴿المناد﴾ ق (41) ﴿يدع الداع﴾ بالقمر (6، 8) و ﴿يسر، أّكرمن، أهانن﴾ بالفجر (4، 15، 16) وأثبت ابن وردان وحده الياء في ﴿يوم التلاقى﴾ و﴿يوم التناد﴾ بغافر (15، 32) وصلاً وحذفها وقفاً.
* المصدر:
- تعرف بالقرّاء العشر وأصول قراءاتهم: الشيخ علي النحاس.
طباعة
ارسال