النظرُ هو الأداةُ الأساسيةُ التي يُعْتَمَدُ عليها في عملية الحفظ، ولذلك
لا بُدَّ من توجيه مزيد العناية لأسلوب النظَر أثناءَ الحفظ، ففي المرحلة الأولى
لعملية الحفظ ينبغي أن يأخُذَ نظرُكَ من الصفحة التي تريد حِفْظَها الحظَّ
الوافِرَ، وأن تملأَ عينيك من الآيات وتطيلَ النظر – طبعاً مع الصوت – فإن إدامةَ
النَّظَر تجعلُ مواضعَ الآيات مرسومةً على صفحة الذِّهْن، منقوشةً في سجِلِّ
الذاكرة، بحيث لو سُئلْتَ عن آية بعد سنين، فإنك على الأقل تتصور موضعها وتتذكر
أنها في يمين الصفحة أو في يسارها.
روي عن أحمد بن الفرات أنه قال: لم نَزلْ نسمع شيوخنا يذكرون أشياء في
الحفظ، فأجمعوا أنه ليسَ شيءٌ أبلغ فيه إلا كثرةَ النَّظَر.
وقد نَبَّهَ كثيرٌ من علمائنا – رحمهم الله – إلى أهمِّيَّة النظر
وتركيزه: فلقد قال إسماعيل بن أبي أوَيْسٍ مرشِداً أحد السائلين: إذا هَمَمْتَ أن
تحفظَ شيئاً فنمْ، وقمْ عند السَّحَر فأَسْرِجْ [أيْ أوْقِدِ السراجَ] وانظر
فيه [أي في الذي تريد أن تحفظه] فإنك لا تنساه بَعْدُ إن شاء الله.
فهذه الإرشادات من علماء التربية المسلمين، إرشادات ثمينة لها
قيمتها لدى البحث والتحقيق.
كتاب (كيف تحفظ القرآن الكريم: د.
يحيى غوثاني).
طباعة
ارسال