قال الله تعالى في سورة (إبراهيم):
﴿مَّثَلُ الَّذِينَ
كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي
يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ
الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾.
يصوَّرُ هذا المثل أعمال الذين كفروا
في مقاومة رسل الله، ومحاربة دينه، تجاه نصر الله لرسله وأوليائه إذا شاء، برمادٍ
مجتمعٍ لا تماسك بين ذرّاته، وهو خفيفٌ لا وزن له،فاشتدَّتْ به الريحٌ في يومٍ
عاصفٍ، فنسفته وبدَّدته تبديداً.
فهل يقدر صاحب الرَّماد أن يجمع ذرات رماده بعد أن بدَّدته
أيدي الرياح العاتيات؟
كذلك الذين كفروا تغدو أعمالهم التي أعدُّوها لمحاربة رسل
الله ودينه أمام سلطان نصر الله، مثل هذا الرَّماد الذي اشتدَّت به الريح في يومٍ
عاصفٍ. إنَّهم لا يقدرون ممَّا كسبوا على شيء.
أو ليس ضلالهم في محاربة دين الله هو الضَّلال البعيد؟
بلى:﴿ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ
الْبَعِيدُ﴾.
من الواضح في هذا المثل دقَّةُ التَّصوير المتحرك، مع صدق
المماثلة بين المثل والممثَّل له.
* أهم المصادر والمراجع:
- أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع:
د. عبدالرحمن الصابوني.
- الأمثال في القرآن الكريم: د. محمد
الفياض.
طباعة
ارسال