إنَّ اختيار الوقت أمرٌ مهمٌ بالنسبة للحفظ، فلا ينبغي للإنسان أن يحفظ في
وقت الضَّيق والضَّجر، أو في وقت ضجيج الأولاد، وإنما عليه أن يتحيَّن الوقت الذي
يكون الجوُّ فيه هادئاً والنفس مرتاحة غير ضائجة.
ولقد ثبت من التجربة أن أفضل الأوقات لعملية الحفظ وقتُ السَّحر وما بعد
الفجْر؛ وذلك لصفاء الذهن وراحة الجسد:
قال الخطيب البغدادي: اعْلَمْ أن للحفظ ساعاتٍ ينبغي لمن أراد
التَّحَفُّظَ أن يراعيها، فأجود الأوقات: الأسحار...
وقال ابن جماعة: أجود الأوقات للحفظ الأسحارُ، وللبحث الأبكارُ، وللكتابة
وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة الليل.
وقال إسماعيل بن أبي أويس: إذا هَمَمْتَ أن تحفظ شيئاً فَنَمْ، وقُمْ عند
السَّحر فأسْرِجْ وانظُرْ فيه، فإنك لا تنساه بعدُ إن شاء الله.
وسئل حمادُ بن زيد: ما أعونُ الأشياء على الحفظ؟ قال: قلة الغمَّ. وقلة
الغمَّ إنما تكون إذا كان القلب خالياً وذلك في هدأة الليل.
طباعة
ارسال