• شروط المفسر وآدابه  
  • التّداوي بالدّعاء  
  • القنوت في النوازل سُنة نبوية  
  • احتساب الأنبياء عليهم السلام  
دار الإسلام الصفحة الرئيسية
دار الإسلام  دار الاسلام
دار الإسلام تأملات إسلامية
دار الإسلام آداب اسلامية
دار الإسلام الرقية الشرعية
دار الإسلام مقالات اسلامية
دار الإسلام دراسات اسلامية
دار الإسلام في رحاب الشريعة
دار الإسلام عيون الحكمة
دار الإسلام الطب والاسلام
دار الإسلام أشراط الساعة
دار الإسلام  القرآن الكريم
دار الإسلام علوم القرآن
دار الإسلام أدعية قرآنية
دار الإسلام فضائل القرآن
دار الإسلام قصص القرآن
دار الإسلام أحكام التجويد
دار الإسلام أمثال قرآنية
دار الإسلام مصطلحات قرآنية
دار الإسلام التفسير الميسر
دار الإسلام قواعد حفظ القرآن
دار الإسلام أخلاق قرآنية
دار الإسلام طرق حفظ القرآن الكريم
دار الإسلام العلماء القراء
دار الإسلام أسماء في القرآن الكريم
دار الإسلام مباحث عقدية
دار الإسلام  الحديث الشريف
دار الإسلام أدعية نبوية
دار الإسلام قصص نبوية
دار الإسلام أمثال نبوية
دار الإسلام علوم الحديث الشريف
دار الإسلام تدوين السنة
دار الإسلام كتاب وعالم
دار الإسلام مصطلحات حديثية
دار الإسلام وصايا نبوية
دار الإسلام الأربعون النووية
دار الإسلام الأحاديث القدسية
دار الإسلام جوامع كلم النبي
دار الإسلام نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام
دار الإسلام المصطفى كأنك تراه
دار الإسلام تراجم علماء الحديث
دار الإسلام واحة الحديث الشريف
دار الإسلام  الإقتصاد الاسلامي
دار الإسلام مقدمات هامة
دار الإسلام دراسات اقتصادية
دار الإسلام مقالات علمية متنوعة
دار الإسلام مقالات اقتصادية متنوعة
دار الإسلام دليل الشركات
دار الإسلام من نحن
دار الإسلام الإعلان في الموقع
دار الإسلام الاتصال بنا
1/16/2019
قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم
Tweet
دار الإسلام
تحدثت سورة الفرقان عن مقاصد رسالة الإسلام والقرآن، وما تضمنته من توحيد الله، ومن صفة كبرياء المعاندين وتعللاتهم، وأحوال المؤمنين، وأقامت الحجج الدامغة للمعرضين، وختمت بأمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام أن يخاطب المعرضين بكلمة جامعة، يُزال بها غرورهم وإعجابهم بأنفسهم لإعراضهم عن دعوته، وبين لهم عاقبتهم عند الله تعالى، وأنه ما بعث إليهم رسوله وخاطبهم بكتابه إلا رحمة منه بهم؛ لإصلاح حالهم، وقطعاً لعذرهم، فإذا كذبوا فسوف يحل بهم العذاب. قال تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما} (الفرقان:77). فالآية تمثل الدرس الأخير من دروس سورة الفرقان، وهو درس موجز يعلم الله سبحانه فيه رسوله عليه الصلاة والسلام، وكل داع إلى الله من أمته ما يقوله لكفار قومه الذي أصروا على مواقفهم بعد سلسلة الإقناعات والترغيبات والترهيبات والعبر والعظات التي اشتملت عليه هذه السورة وما شابهها من سور القرآن الكريم.

ولنا مع هذه الآية الكريمة بضع وقفات:

الوقفة الأولى: قوله تعالى: {قل} الخطاب في الآية لكفار قريش؛ لكنه خطاب عام يدخل فيه كل من كان على شاكلتهم، وأعرض عن هدي السماء، وأخلد على الأرض واتبع هواه وكان أمره فُرطا. قال الرازي: "فإن قيل: إلى من يتوجه هذا الخطاب؟ قلنا: إلى الناس على الإطلاق".

الوقفة الثانية: قوله تعالى: {ما يعبأ بكم ربي} أصل (العبء) في اللغة الحِمل، والجمع (أعباء) بمعنى أحمال. و(العبء) أيضاً: العِدْل، لما يوضع فيه من أشياء تحمل؛ اهتماماً بما فيها من خير أو مصلحة. وإنما يحمل العقلاء ما له قيمة، أو لهم به مصلحة أو منفعة، أما ما لا مصلحة لهم به، فإنهم يُهملونه فلا يحملونه، ولا يجعلونه في أوعيتهم. ومن هنا يأتي قولهم: ما عبأت بك شيئاً: أي ما عددتك شيئاً. وقولهم: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت به، أي: ما كان له عندي وزن ولا قدر. فأصل {ما يعبؤا} ما يحمل عبئاً، تمثيلاً بحالة المتعب من الشيء، فصار المقصود: ما يهتم وما يكترث، وهو كناية عن قلة العناية.

وقد روى الطبري عن ابن زيد في قوله: {قل ما يعبأ بكم ربي} قال: يعبأ: يصنع. وعن مجاهد، قوله: {قل ما يعبأ بكم ربي} قال: يعبأ: يفعل.

الوقفة الثالثة: قوله تعالى: {لولا دعاؤكم} (الدعاء) الدعوة إلى شيء، وهو هنا مضاف إلى مفعوله، والفاعل يدل عليه قوله سبحانه في الآية: {ربي} أي: لولا دعوة الله إياكم إلى دينه وطاعته، وشرعه فوقع منكم الكفر والإعراض. وحذف متعلق (الدعاء) لظهوره من قوله: {فقد كذبتم} أي: الداعي، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فتعين أن (الدعاء) في الآية الدعوة إلى الإسلام. والمعنى: أن الله لا يلحقه من ذلك انتفاع، ولا اعتزاز بكم. وهذا كقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} (الذاريات:56-57).

وضمير الخطاب في قوله: {دعاؤكم} موجه إلى المعرضين عن هدي القرآن، ورسالة الإسلام؛ بدليل تفريع {فقد كذبتم} عليه، وهو تهديد لهم، أي: فقد كذبتم الداعي، وهو الرسول عليه الصلاة والسلام.

قال ابن عاشور: "هذا التفسير هو الذي يقتضيه المعنى، ويؤيده قول مجاهد، والكلبي، والفراء. وقد فسر بعض المفسرين (الدعاء) بالعبادة، فجعلوا الخطاب موجهاً إلى المسلمين، فترتب على ذلك التفسير تكلفات، وقد أغنى عن التعرض إليها اعتماد المعنى الصحيح، فمن شاء فلينظرها بتأمل ليعلم أنها لا داعي إليها".

الوقفة الرابعة: لقائل أن يقول: هل لله عز وجل مصلحة لذاته لدى عباده؟ والجواب: لقد تنزه سبحانه عن ذلك؛ إن عبادة عابديهم لا تنفعه بشيء، وكُفْر كفارهم، وفجور فجارهم لا يضره بشيء، فهو سبحانه لا تنفعه عبادة العابدين، ولا يضره كفر الكافرين، ولا جحود الجاحدين، أو فجور الفاجرين. هذه الحقيقة جاء بيانها في الحديث القدسي فيما يرويه صلى الله عليه وسلم عن ربه، قال: (يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر، يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه) رواه مسلم.

هذا الحديث القدسي يفسر معنى قوله سبحانه: {قل ما يعبأ بكم ربي} أي: ما يبالي بكم من أجل ذاته؛ لأنكم لن تبلغوا ضَرَّه فتضرونه، ولن تبلغوا نفعه فتنفعونه.

وهذا يستدعي سؤالاً آخر، وهو: لماذا بعث الله لنا الرسول، وأنزل علينا الكتاب، ولماذا يرشدنا بالإقناع والمجادلة والترغيب، والترهيب، وسائر وسائل التربية؟ أليس هذا من مبالاته بنا؟ وعنايته بشؤوننا؟

والجواب: بلى، إنه سبحانه يعبأ بنا، ولكن لا من أجل نفسه وذاته، بل من أجلنا نحن؛ رحمة بنا، واستيفاء لكل ما يلزم، لتبصيرنا وهدايتنا وإرشادنا في دعوتنا إلى سبل سعادتنا وفلاحنا ونجاحنا ونجاتنا من العذاب المـُعد لأهل الكفر والفجور والعصيان. فلولا دعاؤنا، أي: دعوتنا إلى سلوك الصراط المستقيم لسعادتنا ونجاتنا، ما كان ربنا سبحانه يعبأ بنا.

فعناية الله بنا هي من أجل مصلحتنا، واستيفاء شروط دعوتنا في رحلة امتحاننا في هذه الحياة الدنيا، ولولا ذلك لم يعبأ الله بنا من أجل نفسه وذاته، فهو سبحانه الغني العزيز مالك الملك، وهو على كل شيء قدير.

بيد أن كثيراً من الناس -على الرغم من هذه العناية الإلهية البالغة بعباده من أجل نجاتهم-لم يستجيبوا لدعوته سبحانه، بل أصروا على كفرهم، وعنادهم، وجحودهم.

الوقفة الخامسة: قوله تعالى: {فقد كذبتم} أي: فقد كذبتم الرسول المبعوث إليكم، وكذبتم بالقرآن، وكذبتم بالجزاء وبيوم الدين، وأصررتم على مواقف الكفر، وما لكم بذلك حجة تحتجون بها لدى ربكم، ولا عذر تعتذرون به ساعة حسابكم.

الوقفة السادسة: قوله تعالى: {فسوف يكون لزاماً} الضمير في {يكون} عائد إلى التكذيب المأخوذ من {كذبتم} أي: سوف يكون تكذيبهم لزاماً لكم، أي: لازماً لكم، لا انفكاك لكم منه. وهذا تهديد بعواقب التكذيب تهديداً مخيفاً بما فيه من الإبهام، كما يقال للجاني: قد فعلت كذا، فسوف تتحمل ما فعلت. ودخل في هذا الوعيد ما يحل بالمكذبين في الدنيا من قتل وأسر وهزيمة، وما يحل بهم في الآخرة من العذاب.

و(اللزام) مصدر (لازم) وقد صيغ على زنة المفاعلة؛ لإفادة اللزوم، أي عدم المفارقة، قال تعالى: {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما} (طه:129) فالإخبار بـ (اللزام) من باب الإخبار بالمصدر للمبالغة. وقد اجتمع فيه مبالغتان: مبالغة في صيغته تفيد قوة لزومه، ومبالغة في الإخبار به تفيد تحقيق ثبوت الوصف.

هذا، وجمهور المفسرين على أن المراد بـ (اللزام) هنا ما نزل بقريش يوم بدر، وهو قول عبد الله ابن مسعود، وأُبي بن كعب، ومجاهد، وغيرهم. وفي "صحيح مسلم" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام) يعني أن (اللزام) غير عذاب الآخرة. ومع هذا لا يمنع أن يشمل هذا التهديد كل من أعرض عن هدي ربه، وسلك غير سبيل المؤمنين. وقد جاء عن بعض أهل العلم قولهم: "فسوف يكون جزاء يلزم كل عامل ما عمل من خير أو شر".

ويجوز أن يكون المراد من (اللزام) هنا: أن هذا النبأ أو الذكر الحكيم، أو الأمر الجليل، أمر الرسالة، لازماً وثابتاً، يفتح من الحق أبواباً. ويدخل الناس في دين الله أفواجاً.
* إسلام ويب.

دار الإسلام طباعة دار الإسلام ارسال
Tweet
أحدث الإضافات
دار الإسلامدار الإسلامدار الإسلام
1 . لطائف حول (نزل) و(أنزل) في القرآن
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
2 . إثبات صفة العين في القرآن الكريم
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
3 . الآيات القرآنية في رؤية الله في الآخرة
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
4 . التشكيك في الإيمان من أعمال الشيطان
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
5 . الشفاعة في آيات القرآن الكريم بين النفي والإثبات
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
6 . لا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
7 . نقصان الإيمان بالمعاصي
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
8 . لفظ (حفظ) في القرآن الكريم
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
1 . الكوثر والحوض من الخصائص النبوية
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
2 . عموم البعثة النبوية للإنس والجن
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
3 . وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
4 . أثر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نجاح دعوته
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
5 . انظروا إلى من هو أسفل منكم
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
6 . كل شيء بقدر حتى العَجْز والكَيْس
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
7 . يا وزَّانُ زِن وأرجح
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
8 . الوفاء النبوي مع أم المؤمنين خديجة
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
1 . (لم يسرفوا.. ولم يقتروا) قاعدة ذهبية للإنفاق
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
2 . جماليات الدين في المحافظة على المال
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
3 . خصائص الاقتصاد الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
4 . الإسلام حل أمثل للمعضلات الاقتصادية في العالم الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
5 . التنمية الاقتصادية في الإسلام
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
6 . نعم للزكاة لا للضريبة في حل المشاكل الاقتصادية
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
7 . الوقف والاقتصاد
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
8 . الأزمات الاقتصادية وثورة الجياع
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
دار الإسلام
 
 
سجل في دليل صنعه مسلم
 
لماذا أسجل؟ | الدليل
 
دار الإسلام
دار الإسلام دار الإسلام
تراجم شيوخ القراء
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن تراجم شيوخ القراء
كيف تحفظ القرآن الكريم
دار الإسلام
تعلم كيف تحفظ القرآن الكريم
الإعجاز العلمي
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن الإعجاز العلمي
شبهات وردود
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن شبهات وردود