• شروط المفسر وآدابه  
  • التّداوي بالدّعاء  
  • القنوت في النوازل سُنة نبوية  
  • احتساب الأنبياء عليهم السلام  
دار الإسلام الصفحة الرئيسية
دار الإسلام  دار الاسلام
دار الإسلام تأملات إسلامية
دار الإسلام آداب اسلامية
دار الإسلام الرقية الشرعية
دار الإسلام مقالات اسلامية
دار الإسلام دراسات اسلامية
دار الإسلام في رحاب الشريعة
دار الإسلام عيون الحكمة
دار الإسلام الطب والاسلام
دار الإسلام أشراط الساعة
دار الإسلام  القرآن الكريم
دار الإسلام علوم القرآن
دار الإسلام أدعية قرآنية
دار الإسلام فضائل القرآن
دار الإسلام قصص القرآن
دار الإسلام أحكام التجويد
دار الإسلام أمثال قرآنية
دار الإسلام مصطلحات قرآنية
دار الإسلام التفسير الميسر
دار الإسلام قواعد حفظ القرآن
دار الإسلام أخلاق قرآنية
دار الإسلام طرق حفظ القرآن الكريم
دار الإسلام العلماء القراء
دار الإسلام أسماء في القرآن الكريم
دار الإسلام مباحث عقدية
دار الإسلام  الحديث الشريف
دار الإسلام أدعية نبوية
دار الإسلام قصص نبوية
دار الإسلام أمثال نبوية
دار الإسلام علوم الحديث الشريف
دار الإسلام تدوين السنة
دار الإسلام كتاب وعالم
دار الإسلام مصطلحات حديثية
دار الإسلام وصايا نبوية
دار الإسلام الأربعون النووية
دار الإسلام الأحاديث القدسية
دار الإسلام جوامع كلم النبي
دار الإسلام نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام
دار الإسلام المصطفى كأنك تراه
دار الإسلام تراجم علماء الحديث
دار الإسلام واحة الحديث الشريف
دار الإسلام  الإقتصاد الاسلامي
دار الإسلام مقدمات هامة
دار الإسلام دراسات اقتصادية
دار الإسلام مقالات علمية متنوعة
دار الإسلام مقالات اقتصادية متنوعة
دار الإسلام دليل الشركات
دار الإسلام من نحن
دار الإسلام الإعلان في الموقع
دار الإسلام الاتصال بنا
12/25/2016
مثل تفكير المؤمن وتفكير الكافر
Tweet
دار الإسلام
من مقاصد الأمثال في القرآن الكريم تربية الإنسان تربية إيمانية، بحيث يكون إنساناً صالحاً، يسعد به المجتمع غاية السعادة، وتحتفي به الإنسانية أشد الاحتفاء. فالإنسان هو الغاية الأولى والمقصد الأهم الذي يهتم به الخطاب القرآني عموماً، والمثل القرآني على وجه الخصوص.

والمثل في القرآن كما يتناول الإنسان في تكوينه ونشأته، فهو كذلك يتناوله في مصدر رزقه وتقلبه في معيشته وسعيه ونشاطه.

واستناداً لما تقدم، يضرب لنا القرآن الكريم مثلاً لرجلين، أحدهما: كافر يملك أملاكاً يفاخر بها من حوله، ويجادل في الله بغير حق. وثانيهما: مؤمن لا يملك من الثروة ما يملكه ذاك الكافر الجاحد، بيد أنه قانع بما قسمه الله له من رزق، طامع بعطاء الله وسعة فضله.

يقول سبحانه في بيان هذا المثل: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا * كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا * وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا * ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا * قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا * لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا * ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا * فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا * أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا * وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا * ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا * هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا} (الكهف:32-44).

يوضح هذا المثل القرآني ما يتميز به الناس بعضهم عن بعض في التفكير والاعتقاد تجاه واهب الأقوات، ومقدر الأرزاق. وهو يمثل نموذجاً واقعيًّا للإنسان في سلوكه وانفعالاته النفسية، وفي نمط عيشه، وكل ما يتعلق بكيانه ووجوده. فمن الناس -وَفْقاً لهذا المثل القرآني- من تغلب عليه طباع الغرور، والاعتزاز بالأملاك والمال، فيظن أن ما وصل إليه في دنياه إنما هو من صنيع يده، دون التفكير بأن {الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (الذاريات:58)، وأنه هو الذي يعطي ويمنع، وأنه هو الذي يضر وينفع؛ لأنه سبحانه مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وسياق الآيات التي سيق من خلالها هذا المثل يفيد أن الصحبة جمعت بين رجلين؛ لأحدهما جنتان تحفلان بالبساتين العامرة بالأشجار والزروع، وهذا ما جعله يزهو بنفسه، ويفاخر بملكه. وفي أثناء موسم العطاء الزراعي يمر به صاحبه المؤمن، فيطوف صاحب البستان بصاحبه في أرجاء بستانه؛ ليريه ما عنده، ويدور بينهما الحوار التالي:

قال المفاخر بماله لصاحبه المؤمن: أرأيت هذه البساتين وما يحف بها من الظلال الوارفة، والأشجار المثمرة، وما يتخللها من الأنهار المتدفقة؟ كل ذلك يجعلني -يا صاحبي- أعظم منك ثروة، وأكثر منك ذرية، وكل ذلك بجهدي وقوتي وعلمي وعملي..!

وبعد جولة في أرجاء هذه البساتين الغَنَّاء، يتابع المتباهي حديثه مع صاحبه بلغة الظن التي هي أقرب منها إلى لغة اليقين، فيقول له:

ما أظن أن هذه البساتين سوف تفنى وتبيد، وما أظن أن وراء هذه الحياة الدنيا حياة أخرى، وعلى فرض أن ثمة حياة وراء هذه الحياة، فإن هذه الأملاك التي أتمتع بها، وأعيش في رحابها سوف تكون شافعاً لي إذ ذاك..!

فينظر إليه صاحبه المؤمن متعجباً مما يقول، ثم يجيبه -وهو يعلم علم اليقين أن المال لله تعالى، وأنه القابض والباسط-: أكفرت بأنعم الله عليك؟ إن الله خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم سواك رجلاً على الصورة التي أنت عليها الآن، وأمدك بكل الأسباب التي جعلتك على ما أنت عليه من خير ونعيم في المال والبنين..فهل فكرت بأن كل ذلك من عطاء الله القدير، ومن فضل ربك الكريم.

ثم يتابع المؤمن وعظه لصاحبه قائلاً:

أما أنا، فإنني أومن بالله رباً، إلهاً واحداً لا شريك له، وأنا أنصحك بأن تسلك مسلك الإيمان، فتؤمن بالله الذي منحك الصحة والعافية والمال والبنين، وأن تتبرأ من حولك وقوتك، تلك القوة التي لولا أن أمدك الله بها لما كان لديك ما لديك، ولكان لك شأن غير الشأن الذي أنت عليه الآن.

ويستمر المؤمن محاوراً صاحبه المغرور، ومحاولاً إقناعه بأن ما عليه من غرور سوف يعود عليه بالوبال والنكال، فيقول:

إنك إن رأيتني أني أقل منك مالاً وولداً، فهذا من أمر الله، فهو سبحانه الذي قدر لي رزقي، ووهب لي ذريتي، ولا أملك إلا أن أحمده على ما أنعم علي من رزق، وأشكره على ما وهبني من عطاء جزيل. ثم ما يدريك -يا صاحبي- أن يمنَّ الله عليَّ في قابل الأيام خيراً مما منَّ الله به عليك، فليس الغنى وقفاً على أحد، ولا الفقر ملازماً لأحد، وقد قال تعالى: {والله يقبض ويبسط} (البقرة:245)، فالرزق يأتي ويذهب، وإن من يظن أن ما لديه من مال إنما هو من جهده وكده فهو إنسان مغرور بنفسه، جاهل بربه، جاحد لنعمه. وإن كنت تظن أن هذه البساتين التي أعطاك الله إياها لن تبيد، فأنت مغرور في ظنك، فالله قادر على أن يرسل عليها الصواعق الماحقة، والنوازل المهلكة، فتصبح أشجارها جرداء فانية، كأن لم تكن مثمرة، وتصبح أرضها صلداء ملساء لا يستقر فيها ماء، ولا ينبت فيها ثمار. وما يدريك أن يأمر الله ماء هذا النهر الذي ينساب في أرضك أن يختفي في باطن الأرض، فمن أين لك حينئذ أن تأتي بالماء لتسقي به الأرض والحرث، وتنمي به الزرع والنخل؟

ويختم المؤمن نصحه لصاحبه المغرور بالقول: فاتق الله الذي وهب لك المنح والنعم، وارجع إلى نفسك، فحاسبها على ما فرطت في جنب الله، وردها عن غيها وغرورها، واعترف بالفضل والمنة لذي العزة والجبروت.

بيد أن ذلك الجاحد المغرور لم يفلح معه نصح ولا إرشاد، بل ظل معانداً للحق، مكابراً بأن علمه هو الذي أنشأ تلك البساتين المثمرة، وأن جهده هو الذي جعلها تؤتي أكلها..ولكن ها هو ذا يرى بعيني رأسه عاقبة غروره، ومآل سوء الظن بربه؛ فقد نزلت النازلة بكل ما يملك، وأحيط به من كل جانب؛ فإذا به بين عشية وضحاها يجد أن كل شيء في حوزته قد ذهب هباء منثوراً، وأصبح شيئاً منكوراً..فما كان مثمراً بالأمس أصبح يابساً اليوم، وما كانت تدب به الحياة من عهد قريب أضحى ميتاً بفعل القوي العزيز..فلما رأى ذلك المغرور ما نزل به من بلاء وما حاق به من مصاب أخذ يعض أصابع الندم، وصار يتحسر أشد التحسر على ما كان منه من جحود وغرور، وانتهى به الأمر إلى أن يقول: {يا ليتني لم أشرك بربي أحدا} (الكهف:42)، وقد جعله ما نزل به يدرك أن ادعاءه بقوته، وغروره بنفسه هو شرك بالله تعالى، وأيقن أن الأمر كله مرجعه إلى الله وحده، و{أن القوة لله جميعا} (البقرة:165). وأدرك فوق ذلك، أن ما كان له من مال وولد، لم يكن ليغني عنه من الله شيئاً، وأن لا سبيل إلى تعويض ما أخذه الله منه، فعلم أن وعد الله حق، وندم ولات ساعة مندم.

وعلى ضوء ما تقدم، يتبين لنا أن المقصد الأساس من هذا المثل القرآني تربية الإنسان تربية سوية، بحيث لا تأخذه العزة بالإثم، ولا يأخذه الغرور بادعاء العلم، ولا تسلبه النعم نعمة الاعتراف بفضل خالقه ورازقه، وذلك مهما زينت له هذه الحياة الدنيا من علم واسع أو ملك عريض. فمن الخير -كل الخير- للإنسان أن يحمد ربه على ما أمده من نعم، وأن يشكره على ما رزقه من عطاء، وأن يؤمن بحق أن {الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} (آل عمران:73) و{أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} (الروم:37). وهو سبحانه الذي يجزي على النوايا، ويثيب على الأفعال. فالدنيا -في المحصلة- دار ابتلاء وفناء، والدار الأخرى دار قرار واستقرار، والولاية والملك لله الواحد القهار.
* إسلام ويب.

دار الإسلام طباعة دار الإسلام ارسال
Tweet
أحدث الإضافات
دار الإسلامدار الإسلامدار الإسلام
1 . لطائف حول (نزل) و(أنزل) في القرآن
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
2 . إثبات صفة العين في القرآن الكريم
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
3 . الآيات القرآنية في رؤية الله في الآخرة
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
4 . التشكيك في الإيمان من أعمال الشيطان
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
5 . الشفاعة في آيات القرآن الكريم بين النفي والإثبات
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
6 . لا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
7 . نقصان الإيمان بالمعاصي
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
8 . لفظ (حفظ) في القرآن الكريم
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
1 . الكوثر والحوض من الخصائص النبوية
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
2 . عموم البعثة النبوية للإنس والجن
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
3 . وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
4 . أثر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نجاح دعوته
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
5 . انظروا إلى من هو أسفل منكم
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
6 . كل شيء بقدر حتى العَجْز والكَيْس
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
7 . يا وزَّانُ زِن وأرجح
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
8 . الوفاء النبوي مع أم المؤمنين خديجة
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
1 . (لم يسرفوا.. ولم يقتروا) قاعدة ذهبية للإنفاق
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
2 . جماليات الدين في المحافظة على المال
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
3 . خصائص الاقتصاد الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
4 . الإسلام حل أمثل للمعضلات الاقتصادية في العالم الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
5 . التنمية الاقتصادية في الإسلام
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
6 . نعم للزكاة لا للضريبة في حل المشاكل الاقتصادية
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
7 . الوقف والاقتصاد
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
8 . الأزمات الاقتصادية وثورة الجياع
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
دار الإسلام
 
 
سجل في دليل صنعه مسلم
 
لماذا أسجل؟ | الدليل
 
دار الإسلام
دار الإسلام دار الإسلام
تراجم شيوخ القراء
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن تراجم شيوخ القراء
كيف تحفظ القرآن الكريم
دار الإسلام
تعلم كيف تحفظ القرآن الكريم
الإعجاز العلمي
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن الإعجاز العلمي
شبهات وردود
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن شبهات وردود