هو: محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن علي، الكحلاني، ثم الصنعاني. تعرف أسرته بآل الأمير، كما يعرف هو: بالأمير الصنعاني.
يرجع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
كان مولده ليلة الجمعة منتصف جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وألف (1099هـ).
بمدينة كحلان (1): (وتعرف بكحلان عفار)، وإليها ينسب فيقال له: الكحلاني.
نشأتــه وطلبه للعــلم:
رحل مع والده من بلده كحلان إلى صنعاء وعمره ثماني سنوات، فأكب على طلب العلم لدى كبار شيوخ عصره، ففاق أقرانه، وزاحم شيوخه، وترك التقليد، وعمل بأدلة الكتاب وصحيح السنة.
ثم رحل إلى الحجاز، وقرأ الحديث على أكابر علماء مكة والمدينة.
كان عالماً مبرزاً في علوم المعقول والمنقول، لاسيما علوم الحديث التي انتهت إليه رئاستها، فصار إمام المجتهدين في اليمن في زمانه بلا منازع.
لقد تميزت شخصية الصنعاني بمجموعة من المعالم أهمها:
تمسكه بالدليل وتخليه عن التقليد، وإنكاره التعصب والجمود، وتوضيح زيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية، وكان يدعو إلى تحريم التوسل بالموتى المؤدي إلى الشرك بالله.
تصدر للتدريس في مدرسة الإمام شرف الدين وفي جامع صنعاء وغيرهما في علم الفروع، والأصول، والمعاني، والبيان، والتفسير، وعلوم الحديث، فانتشرت السنة على يده في كثير من ديار الزيدية.
ترك صنعاء عام (1140هـ) متجهاً إلى شهارة، ومكث فيها ثماني سنوات تصدر فيها للتدريس ونشر السنة، ثم عاد إلى صنعاء عام (1148هـ).
وقد جرت له محن عظيمة تولى كبرها بعض من ينتسب إلى أهل العلم ممن أعماهم التقليد والتعصب، واتبعهم كثير من العوام، وكان سبب ذلك إقباله على كتب السنة المطهرة، واهتمامه بها، وتطبيقه للسنة النبوية، فكان ذلك سبباً لرميه بالنصب.
وكان من بين هذه المحن أن حبس نحو شهرين على يد الإمام المنصور بالله، كما همت جماعة بقتله، ولكن الله عز وجل كفاه شرهم، وحفظه من مكرهم.
شيوخــه:
- السيد العلامة زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم بن محمد (ت 1123هـ):
- السيد العلامة صلاح بن الحسين الأخفش الصنعاني (ت 1142هـ):
- السيد العلامة عبدالله بن علي بن أحمد بن محمد بن عبدالإله بن أحمد بن إبراهيم (ت 1147هـ) وقيل: (ت 1144هـ):
- القاضي العلامة علي بن محمد بن أحمد العنسي الصنعاني (ت 1139هـ):
- السيد الحافظ هاشم بن يحيى بن أحمد الشامي (ت 1158هـ):
ومن شيوخه بالحرمين:
- عبدالرحمن بن أبي الغيث "خطيب المسجد النبوي".
- محمد بن أحمد الأسدي.
- سالم بن عبدالله البصري.
ثنــاء العلماء علــيه:
قال عنه الشوكاني في البدر الطالع: "الإمام المجتهد المطلق صاحب التصانيف"، وقال: "برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وتظهّر بالاجتهاد، وعمل بالأدلة، ونفر عن التقليد، وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية".
وقال عنه العلامة محمد بن إسحاق المهدي قصيدة تصل إلى أربعة عشر بيتاً منها:
لله درك يـا بن إسمـاعيـلا
لم تتركـن فتى سواك نبيـلا
حزت الفخـار قليلـه وكـثيره
هلا تركت من الفخار قليـلا
وسلكت نهج الحق وحدك جاعلاً
نور البصيرة لا سواه دليـلا
وصرفت عمرك في العبـادة والإ
فادة والإجادة بكرة وأصيـلا
مؤلفاتــه:
ترك الصنعاني وراءه ثروة علمية، تدل على سعة باعه، وغزارة علمه، وأنه كما قال الشوكاني: "وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين".
ومن أشهر مؤلفاته:
1-"سبل السلام شرح بلوغ المرام"
2- "منحة الغفار حاشية على ضوء النهار"
3- "التنوير شرح الجامع الصغير للسيوطي" في أربعة مجلدات
4- "توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار"
5- "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد"
6- "الإيضاح والبيان"
7- "الأدلة الجلية في تحريم النظر إلى الأجنبية"
8- "إجابة السائل شرح بغية الآمل منظومة الكافل في أصول الفقه"
وفاتــه:
توفي رحمه الله في يوم الثلاثاء ثالث شعبان سنة (1182هـ)، ودفن غربي منارة جامع المدرسة بأعلى صنعاء عن ثلاث وثمانين سنة.
مراجع الترجمة: البدر الطالع للشوكاني, هدية العارفين للباباني, الأعلام للزركلي.
طباعة
ارسال