اسم الكتاب:
اسم الكتاب: "الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة"، وهو الاسم الموجود على ظهر بعض النسخ الخطية للكتاب، وهو الاسم الذي نسبه له به عددٌ من العلماء، كالحافظ ابن حجر في مقدمة "تهذيب التهذيب" حين قال: واقتصر الناس على الكشف من "الكاشف"، وكذا الكتاني في "الرسالة المستطرفة"، وغيرهم من العلماء كما سيأتي.
توثيق نسبة الكتاب للمؤلف:
قد دلَّ على ثبوت نسبة هذا الكتاب للإمام الذهبي أمورٌ كثيرة من أهمها:
1. الاستفاضة والشهرة، فقد اشتهر هذا الكتاب بنسبته للإمام الذهبي، من لدن تصنيفه له إلى يومنا هذا.
2. وجود اسم الكتاب منسوبًا للمؤلف على ظهر بعض النسخ الخطية للكتاب، كما في صور المخطوطات التي أبرزها محقق الكتاب (محمد عوامة)، وكما في مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية.
3. نسبه له العلماء الذين جاؤوا بعده وصنفوا في تراجم الرواة، كالحافظ ابن حجر في مقدمة "تهذيب التهذيب"، ومقدمة "تعجيل المنفعة"، وفي مواضع من "لسان الميزان"، والحافظ برهان الدين الحلبي في مقدمة "نهاية السول في رواة الستة الأصول"، وابن الكيَّال في مقدمة "الكواكب النيرات فيمن اختلط من الرواة"
4. نسبه له العلماء الذين ترجموا له، فقال التاج السبكي - وهو يُعدِّد مصنفات شيخه الذهبي - : و"الكاشف"، وهو مجلد نفيس. "الطبقات الكبرى" (9/100)، والسيوطي في "ذيل تذكرة الحفاظ"(ص 348)
5. نسبه له أصحاب كتب الفهارس والأثبات؛ كالكتاني في "الرسالة المستطرفة" (ص 206)، والبغدادي في "هدية العارفين"
سبب تأليف الكتاب:
الذي يظهر أنَّ الدافع الذي دعا المؤلف إلى تصنيف هذا الكتاب هو تأليف كتابٍ مختصرٍ في تراجم رواة الكتب الستة، دون غيرهم من المؤلفات التي صنفها أصحاب هذا الكتب، خاصةً وأنَّ كتابه "تذهيب التهذيب" فيه تطويل كما وصفه بذلك غير واحدٍ من أهل العلم، وقال الذهبي في مقدمة "الكاشف": اقتصرتُ فيه على ذكر من له رواية في الكتب الستة، دون باقي تلك التواليف التي في "التهذيب"، ودون من ذكر للتمييز، أو كُرِّر للتنبيه.
موضوع الكتاب، ولمحة عنه:
موضوع هذا الكتاب كموضوع السلسلة: "تهذيب الكمال"، و"تذهيب التهذيب"، و"تهذيب التهذيب"، وغيرها من الكتب التي تحدثت عن تراجم رواة الكتب الستة، ولكن التراجم في هذا الكتاب مختصرة جدًا، وهي مقصورة على رواة الكتب الستة دون غيرهم، وقد قال المؤلف في المقدمة: هذا مختصر نافع.. اقتصرتُ فيه على ذكر من له رواية في الكتب الستة، دون باقي تلك التواليف التي في "التهذيب"، ودون من ذكر للتمييز، أو كُرِّر للتنبيه.
وهل هذا الكتاب مختصر من كتاب "تهذيب الكمال" أو من كتاب الذهبي "تذهيب التهذيب" ؟
قال المؤلف في مقدمة "الكاشف": هذا مختصرٌ نافعٌ في رجال الكتب الستة: الصحيحين، والسنن الأربعة، مقتضب من "تهذيب الكمال" لشيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي، اقتصرتُ فيه على ذكر من له رواية في الكتب، دون باقي تلك التواليف التي في "التهذيب"، ودون من ذكر للتمييز، أو كُرِّر للتنبيه. وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة "تهذيب التهذيب" - وهو يُثني على "تهذيب الكمال" -: فاقتصر بعض الناس على الكشف من "الكاشف" الذي اختصره منه الحافظ أبو عبدالله الذهبي.
وقد جزم الدكتور بشار عواد في مقدمة تحقيقه لـ"تهذيب الكمال" بأنَّ "الكاشف" مختصر من "تهذيب الكمال"، ووهَّم من قال بخلاف ذلك.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن "الكاشف" مختصر من "تذهيب التهذيب" للمؤلف نفسه؛ ومن هؤلاء الصلاح الصفدي في "الوافي بالوفيات" (2/164)، والتاج السبكي في "الطبقات الكبرى" (9/104)، وابن العماد في "شذرات الذهب" (6/155)، والبرهان سبط ابن العجمي في مقدمة "نهاية السول"، والسيوطي في "ذيل تذكرة الحفاظ" (ص 348)
والأمر في ذلك يسير، فكتاب "تذهيب التهذيب" من مختصرات "تهذيب الكمال" أيضًا.
وكان فراغ الذهبي من تأليف هذا الكتاب في السابع والعشرين من شهر رمضان عام (720 هـ)
وبلغ عدد المترجمين في الكتاب: (7179) راويًا بحسب المطبوع.
الرموز التي استعملها المؤلف في "الكاشف":
قال المصنف رحمه الله في المقدمة - مبيِّنًا الرموز التي استخدمها في هذا الكتاب -: والرموز فوق اسم الرجل: (خ) للبخاري، و(م) لمسلم، و(د) لأبي لبي داود، و(ت) للترمذي، و(س) للنسائي، و(ق) لابن ماجه، فإن اتفقوا فالرمز: (ع)، وإن اتفق أرباب السنن الأربعة فالرمز: (4)
وقد استخدم المصنف رموز كتب أخرى ليست على شرطه، ومن ذلك: (خت) لمن يروي له البخاري في "صحيحه" معلقًا، و(مق) لمن يروي له مسلم في مقدمة "صحيحه"، (فق) لمن يروي له ابن ماجه في "تفسيره"، (سي) لمن يروي له النسائي في "عمل اليوم والليلة"، (ص) لمن يروي له النسائي في "خصائص أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه".
عناصر الترجمة عند المصنف:
تتضمن الترجمة في "الكاشف" العناصر التالية:
1 - اسم المترجم واسم أبيه وجده، وكنيته ونسبه ونسبته، ولا يُطيل في ذلك.
2 - أسماء أشهر شيوخ المترجم وأشهر الرواة عنه.
3 – أحيانًا يذكر بعض المعلومات العامة عنه؛ من أخباره، ومناقبه ومآثره العلمية أو العملية، ومن أمثلة ذلك: في ترجمة (صفوان بن سليم الزهري مولاهم المدني) قال: الإمام القدوة، ومن يُستسقى بذكره.. يقال: إنه لم يضع جنبه أربعين سنة، وقيل إن جبهته ثقبت من كثرة السجود، وكان قانعًا لا يقبل جوائز السلطان، ثقة حجة ولد سنة ستين وتوفي 132 ع. "الكاشف" (1/503 رقم 2398) 4 - جرح الراوي أو تعديله؛ فكثيرًا ما يذكر المؤلف بعض ما قيل في الراوي من جرح وتعديل، فيكون ناقلا عن غيره، وقد يقتصر على تعديله - وفيه جرح - دلالة على اختياره تعديل الرجل، أو العكس، وقد يشير إلى الاختلاف فيه فقط دون ترجيح، كقوله: مختلف فيه، وقد يسكت عن ذلك، وهو كثير، وليس له اصطلاح في سكوته.
5 - وفاته، وكثيرًا ما يؤرخ وفاة الرجل جزمًا، وقد يحكي الخلاف، وكثيرًا ما لا يؤرخها، ويكون المزي - أو غيره - قد أرَّخها.
6 - رموز من أخرج حديثه من أصحاب الكتب الستة.
منهج المؤلف في هذا الكتاب:
اتبع المؤلف في تصنيفه لهذا الكتاب المنهج التالي:
1. قدَّم المؤلف لكتابه بمقدمةٍ مختصرةٍ بيَّن فيها موضوع كتابه، وذكر الرموز التي استخدمها في الكتاب، ولم يتكلم عن منهجه ولا عن سبب تأليفه للكتاب.
2. رتَّب المؤلف كتابه على حروف المعجم في أسماء المترجمين وأسماء آبائهم وأجدادهم، ولكنه لم يسر على وتيرة واحدة في سياق نسب المترجم، فهو- غالبًا- يذكر اسم الرجل، واسم أبيه، ملتزمًا الترتيب الهجائي الدقيق، لكنه تارة لا يسمي أباه، وتقع الترجمة وسط أسماء المذكورين بآبائهم، فلا يقع على بغيته إلا من عرف نسب الرجل، مثال ذلك: ترجم لـ(بكير بن الأخنس)، ثم لـ(ابن أبي السميط)، ثم (ابن شهاب)، ثم (ابن عامر البجلي)، ثم ابن عبدالله ابن الأشج)، ثم (بكير الضخم)، ثم (بكير بن عطاء). "الكاشف" (1/275)، فالضخم صفة لبكير، ووقعت ترجمته بين: ابن عبدالله، وابن عطاء، فهو ابن من ؟ فعلى القارئ أن يقدر ذلك من سياق الترتيب.
3. بعد أن ذكر المؤلف أسماء المعروفين بأسمائهم، ذكر المشهورين بالكنى، ثم المسمّين بابن فلان، ثم الأنساب، ثم الألقاب، ثم المبهمين، ثم أسماء النساء، ثم كناهن، ثم المعروفات بابنة فلان، أو فلانة، ثم المبهمات.
4. يُترجم المؤلف للراوي ترجمة مختصرة بحيث لا تتجاوز السطر أو السطرين في الغالب.
5. ربما حكم المؤلف على الراوي بحكمٍ من عنده، كأن يقول: ثقة، أو صدوق، أو ضعيف، إلى غير ذلك، وربما نقل أحكام من سبقه من الأئمة.
6. كثيرًا ما يقول المؤلف عبارة: (وُثِّق) في الرواة الذين لم يوثِّقهم إلا ابن حبان ومن شابهه من المتساهلين، وكأنه يُشير بذلك إلى عدم الاعتداد بهذا التوثيق.
7. نبَّه المؤلف إلى عدد من الرواة قد روى لهم مسلم في "صحيحه" وفيهم كلام وجرح، وذلك أن مسلمًا روى لهم متابعة، لا في الأصول، ومنهم: سليمان بن قرم، وصالح بن رستم الخزاز، وعبدالعزيز بن المطلب بن حنطب، بينما لم يُنبِّه المزي ولا ابن حجر إلى شيءٍ من هذا.
8. يُعدُّ المؤلف من المعتدلين في الحكم على الرواة، وما يوجد في كتبه من توثيق لفلان، والصواب خلافه، أو من تضعيف والصواب غيره: فإنما مردُّ ذلك إلى المنهج الذي انتهجه في كل كتاب، وليس مردُّه إلى أنه متشدِّدٌ أو متساهل، فالتوثيق الذي نجده في "الكاشف" مثلا، ونجد خلافه في كلامه أو كلام غيره، ليس سبب هذا التوثيق كونه متساهلا، والجرح الذي نجده في "الميزان"، وقد نرى خلافه في كلام غيره، ليس مردُّه إلى أن الذهبي في "الميزان" من المتعنتين، إنما سبب هذا وذاك - في الغالب – هو الطريقة التي سلكها وهو يصنف كل واحد من هذه الكتب، والله أعلم.
9. ربما ذكر المؤلف بعض الأمور التي تُميِّز المترجم، ومثال ذلك: قوله: صهيب بن سنان النمري الرومي المنشأ، سَبَتَه الروم من نينوى، وأمه مازنية، بدري من السابقين، عنه بنوه حمزة وزياد وصيفي وسعد وسعيد بن المسيب، مات بالمدينة، وكان أشقر أصهب يخضب، مات 38 ع. "الكاشف" (1/505 رقم 2416)
10. تتميَّز أحكام ونقولات المؤلف في هذا الكتاب وفي سائر كتبه بالدقة والإنصاف، والأمانة العلمية.
أهمية الكتاب وبعض فوائده:
إن هذا الكتاب أحد الكتب التي سطرتها يد الإمام الحافظ الذهبي، ولذلك فلا غرابة أن يحختل مكانة عالية ومنزلة رفيعة وأن يُقبل عليه طلبة العلم في القديم والحديث، ولقد تميَّز هذا الكتاب بمزايا كثيرة، من أهمها:
1. مكانة المؤلف العلمية المرموقة في هذا الفن، لا سيما وأن تأليفه لهذا الكتاب كان بعد اكتماله في هذا الفن، فقد ألَّفه وله من العمر سبع وأربعون سنة، وسبقه قليلاً تأليفه "تذهيب التهذيب"، وألَّف في العام نفسه "المغني في الضعفاء".
2. ثناء العلماء على هذا الكتاب، ومن أوائل الذين أثنوا عليه مصنفه نفسه فقد قال في مقدمته: هذا مختصر نافع..، وقال تاج الدين السبكي - وهو يُعدِّد مصنفات شيخه الذهبي - : و"الكاشف"، وهو مجلد نفيس. "الطبقات الكبرى" (9/100)
3. ومما يدل على أهمية الكتاب: اعتناء العلماء بسماعه من مؤلفه، وقراءتهم له عليه، ونسخهم منه نسخًا، واختصره بعضهم، وذيَّل عليه آخر، فقد قال محقق الكتاب: لقد حَفِلت الصفحة الأولى والأخيرة من نسخة المصنف بوثائق السماع والقراءة على مصنفه، والمناولة منه، لعدد غير قليل من العلماء الكبار، وفيها إشعار باستنساخ بعضهم نسخًا عنه، ومنهم من نسخه ثلاث مرات.. ويكرر الحافظ البرهان سبط ابن العجمي في "حاشيته" النقل عن نسخة قُرِئت على الإمام الحافظ ابن رافع السلامي. واعتقادي أنه لا تخلو مكتبة من مكتبات المخطوطات من نسخة، أو نسخ، أو عشرات النسخ، من هذا الكتاب، ولقد تيسَّر لي منه ست نسخ خطية دون تعمد ولا تكلُّف للصول عليها.
4. اشتمل الكتاب على تحريرات مهمة وفوائد قيِّمة قلَّ أن توجد في غيره، ومن ذلك: قال في ترجمة (ممطور الحبشي): روى عنه الأوزاعي، وما أراه لقيه، وقال أبو مسهر: سمع من عبادة ابن الصامت، وغالب رواياته مرسلة، ولذا ما أخرج له البخاري. "الكاشف" (2/293 رقم 5623)، وقال في ترجمة (صلة بن زفر العبسي) - وهو أحد شيوخ أيوب السختياني -: قيل: توفي زمن مصعب، فعلى هذا لم يلقه أيوب. "الكاشف" (1/505 رقم 2414)، ومثال آخر: في ترجمة (أنس بن أبي أنس) قال: الأظهر أنه عمران بن أبي أنس. دس ق. "الكاشف" (1/256)
5. سهولة الوصول إلى الترجمة، بسبب ترتيب أسماء المترجمين على حروف المعجم، وهذه الطريقة في الترتيب تيُسِّر للباحث الوقوف على المترجم خلال مدة وجيزة، ومن غير الرجوع إلى فهارس.
6. ما يمتاز به المؤلف - كما سبق - في هذا الكتاب وفي سائر كتبه بالدقة، والأمانة العلمية، والإنصاف، وسعة الاطلاع.
بعض المآخذ على الكتاب:
أخِذ على المؤلف في هذا الكتاب أشياء يسيرة لا تحطُّ من قدر الكتاب ولا من قدر مؤلفه، وهي:
1. اختلفت بعض أحكام المؤلف بين هذا الكتاب وكتبه الأخرى، ومن ذلك: أنه قال عن عبدالله بن عصمة الجشمي: ثقة. "الكاشف" (1/574 رقم 2858)، بينما قال في "ميزان الاعتدال" (2/461 رقم 4449): لا يعرف، وقال في عبدالله بن عمر بن غانم أبي عبدالرحمن: مستقيم الحديث. "الكاشف" (1/577 رقم 2873)، وقال في "الميزان" (2/464 رقم 4470): مجهول. وكذلك في ترجمة (حابس بن سعد الطائي، وقيل: ابن ربيعة) قال: صحابي. "الكاشف" (1/300 رقم 830)، وأورده في "الميزان" وقال: .. قال الدارقطني: وقد سأله عنه البرقاني فقال: مجهول متروك. قلت: ذا يقال له صحبة. "الميزان" (1/428 رقم 1594)، وقال الحافظ ابن حجر: ذكره الذهبي في "الميزان"، ومن شرطه أن لا يذكر فيه أحدًا من الصحابة، لكن قال: يقال له صحبة، وجزم في "الكاشف" بأنَّ له صحبة، ولم يُحمِّر اسمه في "تجريد الصحابة"، وشرطه أن من كان تابعيًّا حمَّره، فتناقض فيه، ويغلب على الظن أنَّ ليس له صحبة. "تهذيب التهذيب" (2/110)
2. متابعة المصنف للمزي، حتى في بعض أوهامه؛ مثال ذلك: قوله في ترجمة داود بن عبدالله الأودي: فيه لين، ووثقه أحمد ولم يترك. "الكاشف" (1/380 رقم 1448)، وقد قال المزي في "تهذيب الكمال" (8/412): وقال عباس الدوري عن يحيى: ليس بشيء. فعلَّق المحقق (د. بشار عواد) بقوله: هذا غلط فاحش، فإنما قال الدوري عن يحيى هذه المقالة في "داود بن يزيد الأودي"، وليس في هذا، أما هذا فقد وثقه، وهو مثبت في تاريخه (2/152)، ونقله ابن شاهين في ثقاته أيضًا (الترجمة 341)، وتنبَّه الذهبي إلى هذا في "الميزان".. ومن الأمثلة على متابعة الذهبي للمزي على أوهامه في الرموز: في ترجمة (أبان بن يزيد العطار) رمز المزي: خ م د ت س. "تهذيب الكمال" (2/24 رقم 143)، وتبعه المصنف في "الكاشف" (1/207 رقم 111)، وكذا صنع الحافظ في "التهذيب" و"التقريب"، لكنه في "فتح الباري" (1/456) بيَّن أن البخاري علَّق لأبان تعليقًا وليس مسندًا، فصواب الرمز: خت م د ت س. ومن الأمثلة أيضًا: رمز المزي للصحابي (بسر المازني): م س "تهذيب الكمال" (4/69 رقم 666)، وتبعه المصنف. "الكاشف" (1/266 رقم 559)، مع أنه ليس له رواية ولا ذكر في "صحيح مسلم"، وفي بعض الأحيان يتنبَّه المؤلف لوهم المزي في ذلك، ومثاله في ترجمة (سليمان بن قرم) رمز له المزي: خت م د ت س. "تهذيب الكمال" (12/51)، بينما رمز له الذهبي: خت م تبعًا د س. "الكاشف" (1/463 رقم 2122)، فأفاد بذلك فائدتين: أن مسلمًا روى له متابعة، وأفاد أن الترمذي لم يرو له. ولعلَّ الحديث موجود في بعض نسخ الترمذي دون بعض، والله أعلم.
3. آخذ الحافظ برهان الدين الحلبي المصنفَ على عدم اهتمامه بذكر وفيات الرواة، وعدم ذكر شيءٍ من الجرح أو التعديل في الراوي، فقال في مقدمة "نهاية السول في رواة الستة الأصول"- وهو يتكلم عن "الكاشف" -: ذكر فيه رواة الكتب الستة فقط, وكثيرًا لا يذكر فيه تعديلاً ولا تجريحًا, ولا وفاة بعض الشيوخ, لا رمزًا ولا تصريحًا.
4. الاختصار الشديد في هذا الكتاب حتى قال الحافظ ابن حجر: .. ولما نظرتُ في هذه الكتب وجدت تراجم "الكاشف" إنما هي كالعنوان تتشوَّق النفوس إلى الاطلاع على ما وراءه. "تهذيب التهذيب" (1/3)
اعتناء العلماء والباحثين بالكتاب:
اعتنى العلماء بهذا الكتاب قراءةً وتعليقًا واستدراكًا واختصارًا، وكان من أبرز المؤلفات المتعلقة بـ"الكاشف" ما يلي:
1. اختصره أبو عبدالله محمد بن منصور الأصبحي الحنفي المتوفى سنة (793هـ)، ومن تلخيصه مصورة محفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
2. بيَّن الحافظ ابن حجر أنَّ الحافظ أبا عبدالله محمد بن علي بن حمزة الحسيني الدمشقي في كتابه "التذكرة برجال العشرة" قد حذا حذو الذهبي في "الكاشف" في الاقتصار على من في الكتب الستة دون من أخرج لهم في تصانيف لمصنفيها خارجة عن ذلك.. "تعجيل المنفعة" (1/2)
3. للحافظ ابن حجر كتاب "النكت على الكاشف"، ذكر ذلك تلميذاه النجم ابن فهد المتوفى سنة (885 هـ) في "معجم الشيوخ" (ص 56)، والسخاوي في "الضوء اللامع" (1/251)
4. للإمام برهان الدين سبط ابن العجمي حاشية على "الكاشف"، وقد طبعت هذه الحاشية مع "الكاشف" بتحقيق: محمد عوامة.
5. "ذيل الكاشف" للإمام ولي الدين أبي زرعة العراقي المتوفى سنة (826 هـ)، عزاه له وتكلَّم عنه الحافظ ابن حجر في مقدمة "تعجيل المنفعة" (1/3)، وقد طبع في دار الباز بمكة المكرمة بتحقيق: بوران الضناوي. وقد قال العراقي في مقدمة "ذيل الكاشف": وبعد فهذا ذيل على "الكاشف" للحافظ أبي عبدالله الذهبي رحمه الله, ذكرتُ فيه بقية التراجم التي في "التهذيب" للحافظ أبي الحجاج المزي رحمه الله, فإن الذهبي اقتصر على رجال الستة, فذكرت رجال بقية كتبهم, وضممتُ إلى ذلك رجال "مسند الإمام أحمد بن حنبل", وزيادات ولده عليه.
6. رسالة ماجستير بعنوان "توجيه اختلاف أقوال الذهبي في الرواة الذين تكلم فيهم في تلخيص المستدرك مع أقواله فيهم في الكاشف والمغني والميزان" تقديم: سعاد جعفر حمادي - جامعة الكويت - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - الحديث وعلومه، سنة (1997م).
طبعات الكتاب:
طبع الكتاب بتحقيق: عزت علي عيد عطية، وموسى محمد علي، ونُشِر في دار الكتب الحديثة في القاهرة، الطبعة الأولى (1392هـ)
وطبع في دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، عام (1403هـ).
وطبع مع "الذيل" لبرهان الدين الحلبي، بتحقيق: محمد عوامة، وأحمد الخطيب، ونشر في دار القبلة- مؤسسة علوم القرآن، جدة، الطبعة: الأولى، سنة (1413هـ).
* المصدر: الجمعية السعودية للسنة وعلومها.
طباعة
ارسال