- قال ابن عطاء رحمه الله تعالى في حكمه: (مَن لم يَشْكُرِ النّعمَ فقد تَعَرَّضَ لِزَوالِها، ومَن شَكَرها فقد قَيّدَها بِعِقَالِهَا).
- دخل ابن السماكِ الواعظُ على هارون الرشيدِ، فوعظه فبكى هارونُ وطلب شرْبةَ ماءٍ، فقال ابنُ السماكِ: لو مُنِعْتَ هذهِ الشربَة يا أمير المؤمنين، أتفتديها بنصفِ مُلْكِك ؟ قال: نَعم. فلمّا شَرِبَها، قال: لو مُنعتَ إخراجَها، أتدفعُ نصفَ مُلْكِكَ لتخرُجَ؟ قال: نعم. قال ابنُ السَّماكِ: فلا خير في مُلْكٍ لا يساوي شربةَ ماءٍ.
- قال سيدنا الحسن رضي الله عنه: (مَن لا يَرى لله عليهِ نِعْمَة إلّا في مطعمٍ أو مشربٍ أو لباسٍ، فقد قَصَّرَ علمُه وحضَر عَذَابُه).
- قال عبد الأعلى بن حماد: [من البحر البسيط]
لأشكرنْ لكَ مَعروفاً هَمَمتَ به
* إنّ اهتمامَك بالمعروفِ معروفُ
ولا ألومُكَ إن لم يُمْضِهِ قدرٌ
* فالشَّرُ بالقَدَرِ المحتومِ مصروفُ
- وقال غيره: [من البحر البسيط]
لو كنتُ أعلمُ فَوقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً
* أَعْلَى مِنَ الشُّكْرِ عندَ الله بالثَّمَنِ
إذاً مَنَحْتُكَهَا منّي مجلَّلة
* شكراً على صُنعِ ما أوليتَ من حَسَنِ
- قال كعب رحمه الله تعالى: (ما أنعمَ اللهُ على عبدٍ مِن نِعْمة في الدنيا فَشَكَرها لله وتواضعَ بها لله إلّا أعطاه الله نَفْعَها في الدنيا، ورَفَع له بها درجةً في الأخرى، وما أنعمَ الله على عبدٍ نعمةً في الدنيا، فلم يشكرْها لله ولم يتواضعْ بها إلّا منعهُ الله نَفْعَها في الدنيا وفتحَ لهُ طبقاتٍ من النّار يُعَذّبهُ إن شاءَ أو يَتَجَاوزُ عَنهُ).
- قال بعض الحكماء: (إذا قَصُرَتْ يَدُك عن المكافأة فَلْيَطُلْ لسانُكَ بالشكر).
- قال الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: (نِعَمُ الله أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ إلَّا مَا أَعَانَ عَلَيْهِ، وَذُنُوبُ ابْنِ آدَمَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُغْفَرَ إلَّا مَا عَفَا عَنْهُ).
- قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: (أَقَلُّ مَا يَجِبُ لِلْمُنْعِمِ بِحَقِّ نِعْمَتِهِ أَنْ لَا يَتَوَصَّلَ بِهَا إلَى مَعْصِيَتِهِ).
- قَالَ بَعْضُ الصالحين: (قَدْ أَصْبَحَ بِنَا مِنْ نِعَمِ الله تَعَالَى مَا لَا نُحْصِيهِ، مَعَ كَثْرَةِ مَا نَعْصِيهِ، فَلَا نَدْرِي أَيَّهُمَا نَشْكُرُ، أَجَمِيلَ مَا يَنْشُرُ، أَمْ قَبِيحَ مَا يَسْتُرُ).
- قال سليمان التيمي رحمه الله تعالى: (إنَّ اللهَ أنعمَ عَلَى العِبَادِ بِقَدْرِ قُدْرَتِهِ، وَكَلَّفَهُم مِنَ الشُّكْرِ بِقَدْرِ طَاقَتِهِم).
- جاء رجل إلى يونس بن عبيد يشكو له ضِيْقَ حَالهِ ومَعاشِهِ، وكَثْرَةَ الغُمُوم التي تُحِيط به حتّى وصل إلى اليَأسِ من حَياتِهِ، فقال له يونس:
- أَيَسُرُّكَ ببصرك الذي تُبْصِر به مئة ألف؟ قال: لا.
- قال: هذا سمعك الذي تَسْمَع به؟ أَيَسُرُّكَ به مئة ألف؟ قال: لا.
- قال: فلسانك هذا الذي تَنْطِق به، أَيَسُرُّكَ به مئة ألف؟ قال: لا.
- قال: فعقلك الذي تَعْقِل وتُفَكّر به، أَيَسُرُّكَ به مئة ألف؟ قال: لا.
- قال: فيداك اللتان تَبْطِشُ بهما، أَيَسُرُّكَ بهما مئة ألف؟ قال: لا.
-قال: فرجلاك اللتان تَمْشِي عليهما، أَيَسُرُّكَ بهما مئة ألف؟ قال: لا.
وما زالَ يَذكُرُ نِعَمَ الله تعالى عليه حتّى قال له: مئات الآلاف.. وأنت تشكو الحاجة والضّيقَ !!
- قال بعض الحكماء: (مَن أُعْطِيَ أربعاً لم يمنعْ مِن أربعٍ: مَن أُعْطِيَ الشُّكْرَ لم يمنعْ المَزِيد، ومَن أُعْطِيَ التّوبةَ لا يُمنعُ القَبولَ، ومَن أُعْطِيَ الاستخارةَ لم يُمنع الخِيْرَة، ومَن أعطي المشورةَ لم يُمْنَع الصَّوابَ).
طباعة
ارسال