أولا ً: يبين القرآن أن والد إبراهيم اسمه آزر
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ
أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(74) } الأنعام
والبعض يقولون إن والد ابراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما كان اسمه تارح كما
ورد في التوراة.
* رد هذه الشبهة :
سمى القرآن والد إبراهيم آزر واسمه في التوراة تارح فقد ذكر القرطبي وغيره
من المفسرين أكثر من عشرة أقوال في اسم آزر أشهرها أن والد إبراهي! م له اسمان :
آزر و تارح، مثل إسرائيل ويعقوب,
فنبي الله يعقوب كان يطلق عليه اسم اسرائيل.
ولا يخفى أن أقوال المفسرين إنما
هي للتوفيق بين رواية التوراة ورواية القرآن, هذا بافتراض صحة ما ورد في التوراة،
والواقع أنه لا يصح التعويل على التوراة في ذلك، وخاصة إذا خالفت القرآن والسنة
أيضاً فقد ورد فيها التصريح باسم آزر.
ثانياً: يذكر القرآن أن هارون هو أخ لمريم العذراء
قال الله تعالى: { يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ
وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا(28) } مريم
مع أنّ هارون سابق للعذراء بمئات السنين.
* رد هذه الشبهة:
إن المقصود بهارون في الآية الكريمة إمّا هارون أخو موسى، والأخوة
المذكورة ليست أخوة حقيقية، لأن بين هارون ومريم مئات السنين بالفعل وإنما هي أخوة
مجازية، فمعنى أنها أخت هارون أنها من نسله وذريته، كما يقال للتميمي يا أخا تميم
؟ وللقرشي: يا أخا قريش ! فمعنى قولهم: يا أخت هارون، أي يا من أنت من ذرية ذلك
النبي الصالح.
والأصح أن المراد بهارون في الآية رجلا صالحا من قومها في ذلك الحين… كانت
تتأسى به مريم… وتتشبه به في الزهد والطاعة والعبادة، فنسبت إليه، فقالوا لها: يا
من تتشبهين وتقتدين بذلك الرجل الصالح.
وقد جاء في الحديث (( عن المغيرة
بن شعبة رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران -
وكانوا نصارى - فقالوا : أرأيت ما تقرؤون : يا أخت هارون ؟ وموسى قبل عيسى بكذا
وكذا ؟ يعترضون على المغيرة.. قال : فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:( ألا! أخبرتهم أنهم كانوا يسمون
بالأنبياء والصالحين قبلهم ؟ ))
وهذا التفسير النبوي يبين أن
هارون المذكور في الآية ليس من اللازم أن يكون أخا لموسى كما فهم أهل نجران، وإنما
هو رج! ل معاصر لمريم … فقد كان قومها يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين منهم.
والله تعالى أعلم.
ثالثاً: جاء في القرآن أن هامان هو وزير فرعون
قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل
لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنْ
الْكَاذِبِينَ(38) } القصص
وقال تعالى:
{وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ(6)
}
مع أنّ هامان جاء بعد فرعون بنحو ألف سنة
* رد هذه الشبهة
إن هامان مذكور في القرآن في عدة أماكن مختلفة كأحد المقربين إلى فرعون
بينما تذكر التوراة أن هامان لم يُذكر في حياة موسى عليه السلام على الإطلاق .
وكثيراً من الذين يدّعون وجود أخطاء تاريخية في القرآن ومن بينها علاقة
هامان بفرعون , قد تين لهم سخافة هذه الادعاءات بعد فك طل! اسم الأبجدية
الهيروغليفية المصرية قبل 200 سنة تقريباً واسم هامان قد أكتشف في المخطوطات
القديمة وقبل هذه الاكتشافات لم يكن يعرف شيء عن التاريخ الفرعوني, أما بعد هذه
الاكتشافات تم معرفة الكثير حول تاريخ الفراعنة وخلال ترجمة نقش من النقوش المصرية
القديمة تم الكشف عن اسم ( هامان ) وهذا الاسم أشير إليه في لوح أثري في متحف هوف
في فيينا وفي مجموعة من النقوش كشفت لنا أن هامان كان في زمن تواجد موسى في مصر قد
رُقي إلى أن أصبح مديراً لمشاريع الملك الأثرية فها هي النقوش تكشف لنا حقيقة
هامان بعكس ماذكرته التوراة ورداً على الزعم الخاطئ لمعارضي القرآن.
رابعاً: قيل عن ذي القرنين بأنه الإسكندر المقدوني الأكبر ولم يكن ذو
القرنين نبياً بل كان من عُبّاد الأصنام.
* رد هذه الشبهة:
وردت فى القرآن الكريم حكاية ذو القرنين: قال تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ
عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا(83)إِنَّا
مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
سَبَبًا(84)فَأَتْبَعَ سَبَبًا(85)حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ
وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا
يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ
حُسْنًا(86)قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّب! ُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى
رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا(87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ
صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا(88)
} الكهف
إلى آخر الآيات.
ومن خلال هذه الآيات يظهر لنا عدل " ذو القرنين " وأنه لم يكن
من عباد الأصنام فيقول: ( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يُرد إلى ربه فيعذبه عذابًا
نكرا * وأما من آمن وعمل صالحًا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا ) .
تلك هى تسمية القرآن الكريم لهذا
الملك " ذو القرنين ".
أما أن ذا القرنين هذا هو الإسكندر الأكبر المقدونى [356ـ324ق.م] فذلك قصص
لم يخضع لتحقيق تاريخى..
بل إن المفسرين الذين أوردوا هذا
القصص قد شككوا فى صدقه وصحته.. فابن إسحاق ـ مثلاً ـ يروى عن من يسوق الأحاديث عن
الأعاجم أن ذى القرنين كان من أهل مصر ، وأن اسمه
مرزبان بن مردبة اليونانى .
أما الذى سماه " الإسكندر " فهو ابن هشام ـ الذى لخص وحفظ [
السيرة ] ـ لابن إسحاق ـ.. وهو يحدد أنه الإسكندر الذى بنى مدينة الإسكندرية ،
فنسبت إليه. وليس هو الاسكندر المقدوني اليوناني الوثني.
وأما تسميته بالاسكندر المقدوني اليوناني فقد وردت عن وهب بن مُنبِّه وهو
مصدر لرواية الكثير من الإسرائيليات والقصص الخرافي.
إذًا فليس هناك ما يشهد على أن الإسكندر الأكبر المقدونى ـ الملك الوثنى ـ هو ذو
القرنين ، العادل ، والموحد لله..
****************************
* أهم المصادر والمراجع:
تفسير القرطبي: لمحمد بن أحمد القرطبي .
تفسير الطبري: لمحمد بن جرير الطبري.
صحيح مسلم: للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري.
صحيح البخاري: لمحمد بن اسماعيل البخاري.
شبهات حول القرآن: لغازي عناية