هو محيي الدين بن حسن بن مرعي الكردي الداري، والداري نسبة إلى دارة في ديار بكر(تركية).
فقيه، مقرئ، جامع، شيخ مقارئ جامع زيد بن ثابت. ولد بدمشق في حي الحيواطية في منطقة قبر عاتكة سنة «1329هـ ــ 1912م » ونشأ في حجر والدَيْه اللذين كان لهما الأثر الطيب في رعايته وتربيته، وخاصة والدته التي عُرف عناه الصلاح في عبادتها بكثرة قيامها وصيامها.
وكانت العادة في دمشق أن يؤخذ الصغير إلى الخجا : معلّمة القرآن للصغار، فَاُخِذَ إليها وله من العمر عشر سنوات، فاعتنت به أشدَّ عناية، ولقَّنته القرآن كاملاً من المصحف حاضراً، حتى انتهى من ختْمه وكان عمره وقتئذ ٍ ست سنوات .
ثُم أُخِذَ إلى الشبخ عزّ الدين العرقسوسي، وكان يقوم على أحسن مكتب يربّي الأولاد التربية القويمة ويُعلّمهم القرآن، فلمّا سمع منه تلاوة القرآن الكريم سُرَّ به واتنى به عناية فائقة.
بدأ بحفظ القرآن الكريم عند الشيخ عزّ الدين العرقسوسي، وكان عمره 12سنة. ثم لم يجد والدهبُدّاً للظروف التي كانت يمرّ به إلا أن يأخذه معه إلى العلم فكان يحفظ الصفحة في العمل ثم يذهب بعد ذلك إلى الشيخ عزّ الدين ليسمّعها له حتى وصل إلى سورة طه. إذ اضطرّته الظروف ليسافر ويعمل في عمّانَ، ثم عاد بعدها إلى دمشق وعاد لحفظ القرآن إلى أن انتهى، وكان عمره سبعة عشر عاماً.
قرأ على الشيخ عز الدين ختمة كاملة برواية حفص، وأجازه بها، وكان معجباً بقراءته وقرأ على الشيخ فايز الدير عطاني ختمة كاملة برواية حفص، وأجازه بها، ثم شجعه الشيخ على جمع القراءات، فجمعها عليه من طريقي الشاطبيّة والدرّة، وكان استغراقه لذلك خمس سنوات، وكان الشيخ أبو الحسن قد بلغ من العمر ثلاثين عاماً أو يزيد .
كما قرأ على الشيخ فايز في هذه الأثناء بعض كتب القراءات والشذور في النحو، ولازمه حتى وفاته . وقرأ على الشيخ محمد بركات أول كتاب ( عمدة السالك) في الفقه الشافعي، وقرأ على الشيخ حسني البغّال ( ابن قاسم) و( الأزهرية) و( قطر الندى)، وأكثر من نصف شرح ابن عقيل، وقرأ على العلامة الشيخ صالح العقاد كتاب ( مغني المحتاج بشرح المنهاج) مرتين وكتاب ( التحرير)، وقرأ عليه ( الورقات الأصول) ، و لازمه حتى وفاته . ومن شيوخه العلامة المربّي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي، رحمهم الله جميعاً. أُسندت إليه إمامة وخطابة جامع الذهبية، ثم أُسِدَ للشيخ عبد الكريم إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت، فأخذ يدعو الناس إليه، فلما توافد الشباب إليه فرَّغ الشيخ عبد الكريم الشيخ أبا الحسن لإقراء القرآن الكريم . وطُبِعت بعد ذلك الإجازة في حفظ وتجويد وإتقان القرآن برواية حفص، وكان لطباعتها دور كبير في استقطاب الشباب وحفظهم كتاب الله، ثم طُبِعت إجازة جمع القراءات العشر، وتخرج به العشرات ممن أتقنوا حفظ كتاب الله جَمْعاً أو على قراءة حفص شباباً ونساءً .
طباعة
ارسال