أخرج البخاري في صحيحه فقال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون.
* درجة الحديث:
الحديث صحيح: أخرجه الشيخان.
* تحقق النبوءة:
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لم تزل جماعة من أمته صلى الله عليه وسلم غالبة مشهورة من عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى يومنا هذا رغم العواصف الهوجاء التي هبت ضد الإسلام ومعتقداته الصحيحة الثابتة، وهي جماعة تكونت من شتات المؤمنين ممن يشتغلون في أنواع الخير المختلفة ويقيمون شعائر الإسلام ويصلحون آمر الدين من محدث وفقيه ومفسر ومجاهد وزاهد وآمر بالمعروف وناه عن المنكر وما إلى ذلك.
يقول ابن عدي رحمه الله تعالى: هذه الطائفة هم أصحاب الحديث الذين يتعاهدون مذاهب الرسول ويذبون عن العلم لولاهم لم نجد عن المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الرأي شيئاً من سنن المرسلين.
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: جزم البخاري بأن المراد بهم أهل العلم بالآثار، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، وقال القاضي عياض: أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض، وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور.
* * *
- نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام: ما تحقق منها وما يتحقق.
طباعة
ارسال