وعَنِ ابنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – أنَّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: «إذا أَكَلَ أحدُكُمْ فليأكلْ بيمينه، وإذا شربَ فليشرب
بيمينهِ، فإنَّ الشَّيطان يأكلُ بشمالِهِ ويشربُ بشمالِهِ» أخرجه مُسْلِمٌ.
* ما يؤخذ من الحديث:
1- تقدم لنا في حديث عائشة الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه
التيمن في تنعله وترجلهوطهوره وفي شأنه
كله.
ومن هذه الشؤون التي يعجبه التيمن فيها الأكل والشرب، فكان عادته الكريمة
أن لا يأكل ولا يشرب إلا بيمينه، وقال لعمر بن أبي سلمة: «يا غلام سَمِّ الله
وكُلْ بيمينك وكل مما يليك».
وقال لرجل أكل عنده بشماله: «كل بيمينك، فقال: لا أستطيع، لم يمنعه إلا
الكبر، فقال: لا استطعت، فما رفعها إلى فمه».
2- وحديث الباب فيه الأمز بالأكل باليمين والشرب باليمين، فيدل على أن هذا
للوجوب، لأن مقتضى الأمر الوجوب، ويدل على أن ضده، وهو الأكل والشرب بالشمال حرام.
3- وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الأكل والشراب بالشمال هو عمل الشيطان،
ومن تشبه بشيء فهو معه، والتشبه بالشياطين محرم لا يجوز.
4- قال في شرح منظومة الآداب: اليد اليمنى يستحب مباشرتها للخيرات
وتقديمها في القربات، فهي لما شَرُف واليسرى لما خبث.
فيندب تقديم اليمنى في الوضوء والغسل والتيمم ولبس الثوب والنعل والسروال
والخف ودخول المسجد والمنزل والاكتحال وتقليم الأظفار وقص الشارب وحلق الرأس ونتف
الإبط والسلام في الصلاة والأكل والشرب والمصافحة والمناولة واستلام الحجر الأسود
والركن اليماني وما في ذلك كله.
وأما ما خبث من نحو تقديم رجله اليسرى لدخول الخلاء والحمام والامتخاط
والاستنجاء وما شابه ذلك، فيندب أن تكون باليسرى.
والأصل في ذلك قول عائشة – رضي الله عنها -: «كانت يد رسول الله صلى الله
عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، واليسرى لخلافه وما كان من أذى» رواه أبو داود
وغيره بإسناد صحيح.
* * *
* المصدر:
- توضيح الأحكام من بلوغ المرام: الشيخ عبدالله البسام.
- نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار: محمد بن علي الشوكاني.
طباعة
ارسال