• شروط المفسر وآدابه  
  • التّداوي بالدّعاء  
  • القنوت في النوازل سُنة نبوية  
  • احتساب الأنبياء عليهم السلام  
دار الإسلام الصفحة الرئيسية
دار الإسلام  دار الاسلام
دار الإسلام تأملات إسلامية
دار الإسلام آداب اسلامية
دار الإسلام الرقية الشرعية
دار الإسلام مقالات اسلامية
دار الإسلام دراسات اسلامية
دار الإسلام في رحاب الشريعة
دار الإسلام عيون الحكمة
دار الإسلام الطب والاسلام
دار الإسلام أشراط الساعة
دار الإسلام  القرآن الكريم
دار الإسلام علوم القرآن
دار الإسلام أدعية قرآنية
دار الإسلام فضائل القرآن
دار الإسلام قصص القرآن
دار الإسلام أحكام التجويد
دار الإسلام أمثال قرآنية
دار الإسلام مصطلحات قرآنية
دار الإسلام التفسير الميسر
دار الإسلام قواعد حفظ القرآن
دار الإسلام أخلاق قرآنية
دار الإسلام طرق حفظ القرآن الكريم
دار الإسلام العلماء القراء
دار الإسلام أسماء في القرآن الكريم
دار الإسلام مباحث عقدية
دار الإسلام  الحديث الشريف
دار الإسلام أدعية نبوية
دار الإسلام قصص نبوية
دار الإسلام أمثال نبوية
دار الإسلام علوم الحديث الشريف
دار الإسلام تدوين السنة
دار الإسلام كتاب وعالم
دار الإسلام مصطلحات حديثية
دار الإسلام وصايا نبوية
دار الإسلام الأربعون النووية
دار الإسلام الأحاديث القدسية
دار الإسلام جوامع كلم النبي
دار الإسلام نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام
دار الإسلام المصطفى كأنك تراه
دار الإسلام تراجم علماء الحديث
دار الإسلام واحة الحديث الشريف
دار الإسلام  الإقتصاد الاسلامي
دار الإسلام مقدمات هامة
دار الإسلام دراسات اقتصادية
دار الإسلام مقالات علمية متنوعة
دار الإسلام مقالات اقتصادية متنوعة
دار الإسلام دليل الشركات
دار الإسلام من نحن
دار الإسلام الإعلان في الموقع
دار الإسلام الاتصال بنا
12/12/2011
حُرْمَةُ دمِ المُسْلِم
Tweet

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يحلُّ دم امرئٍ مسلمٍ يشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّي رسول اللهِ إلا بإحدى ثلاثٍ: الثَّيَّب الزَّاني، والنَّفسَ بالنّفسِ، والتَّارك لدينه المفارقُ للجماعة» رواه البخاري ومسلم.

أهميته:

هذا الحديث النبوي الشريف بيان إسلامي عظيم، وقاعدة تشريعية محكمة في صيانة حياة المسلم طالما كان هذا المسلم إنسانً سوياً، سليماً من كل خلل أو اضطراب يضر بأمن المجتمع وسلامة أفراده، أما إذا أصبحت حياة الفرد خطراً على حياة الجماعة، فأصابه المرض وانحرف عن الصحة الإنسانية والسلامة الفطرية، وأصبح جرثومة خبيثة، تفتك في جسم الأمة، وتفسد عليها دينها وأخلاقها وأعراضها، وتنشر فيها الشر والضلال، فقد سقط حقه في الحياة، وأهدر وجوده ووجب استئصاله، ليحيا المجتمع الإسلامي في أمن ورخاء.

ويقول ابن حجر الهيتمي في أهميته:«وهو من القواعد الخطيرة لتعلقه بأخطر الأشياء وهو الدماء، وبيان ما يحل، وما لا يحل، وإن الأصل فيها العصمة، وهو كذلك عقلاً، لأنه مجبول على محبة بقاء الصور الإنسانية المخلوقة في أحسن تقويم..».

شرح ألفاظ الحديث:

«لا يحل دم»: أي لا تحل إراقته، والمراد: القتل.

«بإحدى ثلاث»: يحل قتل المسلم بسبب فعله صفةً أو خصلة من ثلاث خصال.

«النفس بالنفس»: تقتل النفس التي قتلت نفساً عمداً بغير حق بمقابلة النفس المقتولة.

«الثيَّب الزاني»: الثيب: من ليس ببكر، يطلق على الذكر والأنثى، يقال: رجل ثيب، وامرأة ثيب، وهو اسم فاعل من ثاب إذا رجع، وإطلاقه على المرأة أكثر، لأنها بصدد الرجوع والعودة إلى أهلها، والزاني: اسم فاعل من الزنا، وهو في اللغة الفجور، وشرعاً: وطء الرجل المرأة الحية في قبلها من غير نكاح.

«التارك لدينه»: كما هو لفظ الترمذي، وفي رواية البخاري «المارقُ من الدين» من المروق، وهو الخروج. والمراد بالدين: الإسلام، وهذا المفارق لدينه أو المارق منه هو المرتد.

«المفارق للجماعة»: التارك لجماعة المسلمين بالردة.

فقه الحديث وما يرشد إليه:

1- حرمة دم المسلم: إن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأقر بوجوده سبحانه ووحدانيته، وصدق بنبوة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم واعترف برسالته، فقد عصم دمه وصان نفسه وحفظ حياته، ولا يجوز لأحد ولا يحل له أن يريق دمه أو يزهق نفسه، وتبقى هذه العصمة ملازمة للمسلم، ولا تسلب منه أو ترفع عنه إلا إذا اقترف إحدى جنايات ثلاث، ك منها من شأنها أن ترفع العصمة عن فاعلها وتجعله مهدر الدم، وهذه الجنايات هي:

أ- قتل النفس عمداً بغير حق.

ب- الزنا بعد الإحصان، وهو الزواج.

ج- الردة.

2- الرجم: أجمع المسلمون على أن حد زنى الثيب (المحصن) الرجم حتى يموت، لأنه اعتدى على عرض غيره، وارتكب فاحشة الزنا، بعد أن أنعم الله عز وجل عليه بالمتعة الحلال، فعدل عن الطيب إلى الخبيث، وجنى على الإنسانية بخلط الأنساب وإفساد النسل، وتنكر لنهي الله عز وجل﴿إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ﴾ [الإسراء:32].

والمحصن: هو الحر البالغ العاقل الواطئ أو الموطوءة في القبل في نكاح صحيح. وقد ثبت الرجم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله، فقد روى الجماعة أنه رجم ماعزاً، وروى مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم أمر برجم الغامدية، وما رواه الجماعة من قوله صلى الله عليه وسلم:«واغد يا أُنيس على امراة هذا فإن اعترفتْ فارجمْهَا، فغدا عليها عليها فاعترفتْ، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فُرجمت».

وكان الرجم في القرآن الذي نشخ لفظه:«الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله، والله عزيز حكيم». وقد استنبط ابن عباس الرجم من القرآن من قوله تعالى:﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [المائدة:15] قال: فمن كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب ثم تلا هذه الآية وقال: كان الرجم مما أخفوا. أخرجه النسائي والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

3- القصاص: أجمع المسلمون على أن من قتل مسلماً عمداً فقد استحق القصاص وهو القتل: قال الله تعالى:﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ﴾ [البقرة:179]. ويقتل المكلف إذا قتل نفساً بغير حق عمداً سواء كان القاتل أو المقتول ذكراً أم أنثى، لما ورد في كتاب عمرو ابن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم «إنَّ الرجل يُقتل بالمرأة» وصح «أنه صلى الله عليه وسلم قتل يهودياً قتل جاريةً».

ويسقط القصاص إذا عفا أولياء المقتول.

وأجمعوا على وجوب القصاص إذا كان القاتل والمقتول كافرين، واختلفوا فيما إذا كان المقتول كافراً غير حربي، كالذمي والمستأمن: فذهب قوم – منهم الحنفية – إلى وجوب القصاص، عملاً بعموم قوله تعالى:﴿أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ وقوله صلى الله عليه وسلم:«النفس بالنفس». وذهب آخرون – منهم الشافعية والحنابلة والمالكية – إلى أنه لا يُقتص من المسلم بالكافر مطلقاً، واحتجوا بما رواه البخاري وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم:«لا بُقتلُ مسلمٌ بكافر» واعتبروا هذا الحديث مخصصاً لغيره من العموميات الواردة في قتل النفس بالنفس.

وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوالدَ لا يُقتل بقتل ولده، وصحَّ ذلك عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.

4-حد الردة: أجمع المسلمون على أن الرجل إذا ارتدا، وأصر على الكفر، ولم يرجع إلى الإسلام بعد الاستتابة، أنه يُقتل، لما جاء في الحديث «والمفارق لدينه» ولما ورد البخاري وأصحاب السنن: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ بَدَّلَ دينَه فاقتلوه».

واختلفوا في قتل المرأة إذا ارتدت، فذهب جمهور العلماء إلى أنها تُقتل كالرجل، لعموم الأدلة. وقال الحنفية: لا تقتل، وإنما تحبس حتى تسلم أو تموت في الحبس، واحتجوا لذلك بما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من نهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء في الحرب، دون تفريق بين الكافرة الأصلية والمرتدة.

5- تارك الصلاة: وأجمع المسلمون على أن من ترك الصلاة جاحداً بها فقد كفر واعتبر مرتداً، وأقيم عليه حد الردة. وأما تركها كسلاً وهو يعترف بفرضيتها فقد اختلفوا في ذلك: فذهب الجمهور إلى أنه يُستتاب فإن لم يتب قتل حداً لا كفراً، وذهب الإمام أحمد وبعض المالكية إلى أنه يقتل كفراً، وقال الحنفية: يحبس حتى يصلي أو يموت، ويعزر في حبسه بالضرب وغيره. قال الله تعالى:﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الروم:31] وقال سبحانه:﴿ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة:11]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة» رواه الإمام أحمد ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي.

6- من يقوم بتنفيذ القصاص والحدود: يقوم بتنفيذ القصاص ولُّي المقتول بأمر من الحاكم، وكذلك المرتد والزاني المحصن إنما يأمر الحاكم بتنفيذ العقوبة فيهما، فإذا اقتص الولي دون إذن الحاكم، أو قتل المرتد أو الزاني المحصن أحد دون أمر الحاكم أيضاً، فإنه يعزر الولي والقاتل، لتعديهما على وظيفة الحاكم، ولا يُقتلان، لأن قتلهما كان بحق.

7- وأفاد الحديث:

أ- أن الدين المعتبر هو ما عليه جماعة المسلمين، وهم الغالبية العظمى منهم.

ب- الحث على التزام جماعة المسلمين وعدم الشذوذ عنهم.

ج- التنفير من هذه الجرائم الثلاثة والتحذير من الوقوع فيها.

د- تربية المجتمع على الخوف من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن قبل تنفيذ الحدود.

هـ- الحدود في الإسلام رادعة، ويقصد منها الوقاية والحماية.

و- القود (القصاص) لا يكون إلا بالسيف عند الحنفية، وقال الشافعية: يُقتل القاتل بمثل ما قتل به، وللولي أن يعدل إلى السيف.

* * *



دار الإسلام طباعة دار الإسلام ارسال
Tweet
أحدث الإضافات
دار الإسلامدار الإسلامدار الإسلام
1 . لطائف حول (نزل) و(أنزل) في القرآن
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
2 . إثبات صفة العين في القرآن الكريم
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
3 . الآيات القرآنية في رؤية الله في الآخرة
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
4 . التشكيك في الإيمان من أعمال الشيطان
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
5 . الشفاعة في آيات القرآن الكريم بين النفي والإثبات
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
6 . لا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
7 . نقصان الإيمان بالمعاصي
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
8 . لفظ (حفظ) في القرآن الكريم
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
1 . الكوثر والحوض من الخصائص النبوية
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
2 . عموم البعثة النبوية للإنس والجن
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
3 . وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
4 . أثر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نجاح دعوته
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
5 . انظروا إلى من هو أسفل منكم
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
6 . كل شيء بقدر حتى العَجْز والكَيْس
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
7 . يا وزَّانُ زِن وأرجح
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
8 . الوفاء النبوي مع أم المؤمنين خديجة
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
1 . (لم يسرفوا.. ولم يقتروا) قاعدة ذهبية للإنفاق
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
2 . جماليات الدين في المحافظة على المال
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
3 . خصائص الاقتصاد الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
4 . الإسلام حل أمثل للمعضلات الاقتصادية في العالم الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
5 . التنمية الاقتصادية في الإسلام
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
6 . نعم للزكاة لا للضريبة في حل المشاكل الاقتصادية
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
7 . الوقف والاقتصاد
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
8 . الأزمات الاقتصادية وثورة الجياع
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
دار الإسلام
 
 
سجل في دليل صنعه مسلم
 
لماذا أسجل؟ | الدليل
 
دار الإسلام
دار الإسلام دار الإسلام
تراجم شيوخ القراء
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن تراجم شيوخ القراء
كيف تحفظ القرآن الكريم
دار الإسلام
تعلم كيف تحفظ القرآن الكريم
الإعجاز العلمي
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن الإعجاز العلمي
شبهات وردود
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن شبهات وردود