وعن أنس – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء
بين الأذان والإقامة لا يُردُّ» أخرجه النسائي وغيره، وصححه ابن حبان وغيره.
- درجة الحديث:
صحيح الإسناد.
قال المناوي في فيض القدير: حسّنه الترمذي، وقال الحافظ العراقي: رواه
النسائي في اليوم والليلة بإسناد جيد، وابن حبان والحاكم وصححه.
- مفردات الحديث:
الدعاء: أصله دعاو فألفه واو، فهو من دعوت إلا أن الواو لما جاءت بعد
الألف صارت همزت، والدعاء واحد الأدعية، ومعنى دعوت الله: ابتهلت إليه بالسؤال،
ورغبت فيما عنده من الخير.
- ما يؤخذ من الحديث:
1- الحديث فيه الحث على الدعاء، وسؤال الله تعالى حاجات العبد ومطالبه،
فقد قال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ﴾
وقال تعالى في الحديث القدسي: «مَن يدعوني فأستجب له، من يسألني فأعطيه، من
يستغفرني فأغفر له» متفق عليه.
2- ويدل الحديث على أن ما بين الأذان وإقامة الصلاة وقت فاضل يستجاب فيه
الدعاء، ويُسمع فيه النداء، فينبغي اغتنامه وسؤال الله تعالى فيه، لعله أن يستجيب
لعبده دعوة لا يشقى بعدها أبداً.
3- الحكمة في استجابة الدعاء في هذا الوقت – والله أعلم- أن الإنسان ما
دام ينتظر الصلاة فهو في صلاة، والصلاة موطن استجابة دعاء، لأن العبد يناجي ربه
فيها.
4- قال شيخ الإسلام: الدعاء في آخر الصلاة قبل الخروج منها مشروع بالسنة
المستفيضة وإجماع المسلمين، وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها صلى الله
عليه وسلم فيها، وأمر بها فيها، وهو اللائق بحال المصلي المقبل على ربه يناجيه،
فيستحب من الدعاء أحبه إليه، وليكن بخشوع وأدب فإنه لا يستجاب الدعاء من القلب
الغافل.
* * *
* أهم المصادر والمراجع:
- توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام: عبدالله
البسام.
- فيض القدير: المناوي.
طباعة
ارسال