أخرج
البخاري في صحيحه فقال: حديثنا أبو نعيم ثنا زكريا عن فراس عن عامر الشعبي عن
مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مَشْيُ النبي صلى
الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحباً يا ابنتي ثم أجلسها عن
يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا
فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي
سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت:
أسر إليَّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه
إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل
الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك.
* درجة الحديث:
الحديث
صحيح: أخرجه الشيخان.
* تحقق النبوءة:
صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت فاطمة رضي الله عنها أول من لحقت النبي صلى
الله عليه وسلم من أهل بيته فإنها لم تعش بعده صلى الله عليه وسلم إلا ستة أشهر.
يقول
الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: إنهم اتفقوا – أي أهل السير على أن فاطمة عليهما
السلام كانت أول من مات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعده حتى من أزواجه.
ويقول
الإمام النووي رحمه الله تعالى: عاشت – أي فاطمة رضي الله عنها – بعد رسول الله
صلى الله عيه وسلم ستة أشهر وهو الصحيح المشهور وقيل: ثمانية أشهر وقيل: ثلاثة
وقيل: شهرين وقيل: سبعين يوماً فعلى الصحيح قالوا توفيت رضي الله عنها لثلاث مضين
من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ويقول
النووي رحمه الله تعالى في موضع آخر: هذه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم بل
معجزتان فأخبر ببقائها بعده وبأنها أول أهله لحاقا به ووقع كذلك.
-
نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ما تحقق منها وما يتحقق: فضيلة الدكتور محمد
ولي الله عبدالرحمن الندوي.
طباعة
ارسال